وتنعّم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس شيء أكرم على الله من الدعاء
وحذار أن تترك الدعاء فهو العبادة،
وفي تركه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين". فتدبر!
ولا تنتظرنّ نتيجة الدعاء، فتتركه، فأنت مأمور بالدعاء على سائر الأحوال (ادعوني)، ولو لم يستجب الله لك، فإنّ النتيجة ايجابية لا شك،
لإنك إما أن يستجيب الله لك في الدنيا، أو يكف عنك شراً بدعائك، أو يؤخرها لك إلى يوم القيامة فيؤتيك حسنات.
وصية: مد يديك، ارفع كفيك، أطلق لسانك، أكثر من طلبه، بالغ في سؤاله، ألح عليه، الزم بابه، انتظر لطفه، ترقب فتحه، أشد باسمه،
أحسن ظنك فيه، انقطع إليه، تبتل إليه تبتيلاً حتى تسعد وتفلح.
إضاءة: إن هؤلاء السعداء لهم دستور أخلاق عنوانه "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميمٌ"
إنها حياة مختلفة بالخلق الحسن، فهو الزاد للصبر على مشاق هذه الحياة، والحياة كلها مشاق،
قال الله: لقد خلقنا الإنسان في كبد.. ولله درّ الإمام أحمد لما سئل متى يرتاح المؤمن؟ فقال: لا راحة للمؤمن إلا بدخول الجنة..
لا بد للأخلاق الحسنة من صبر، فإن الأخلاق إن كانت طبعاً فبها ونعمت، وإن لم تكن موجودة طبعاً، فلا بد من مجاهدة النفس لتحصيلها