المناسك
المواقيت
مقالات تفصيلية :ميقات و أشهر الحج
ميقات قرن المنازل.
تنقسم مواقيت الحج إلى مواقيت زمانية ومواقيت مكانية،[ المواقيت الزمانية هي الشهور المحددة لتكون زمناً للحج، وهذه الشهور هي شوال، ذو القعدة وذو الحجة، وتحديداً من أول شهر شوال إلى يوم العاشر من ذي الحجة. أما المواقيت المكانية فهي الأماكن التي حددها النبي محمد لمن أراد أن يحرم لأداء مناسك الحج والعمرة، وهي كالتالي:
ذا الحليفة: تسمى الآن آبار علي وهي أبعد المواقيت عن مكة، وهي الميقات المخصص لأهل المدينة المنورة وكل من أتى عليها من غير أهلها، وتبعد عنها حوالي 18كم.
الجحفة: وهي ميقات أهل الشام ومصر وكل دول المغرب العربي ومن كان وراء ذلك، وقد اندثرت هذه القرية حالياً، ولما كانت محاذية لمدينة رابغ وقريبة منها حلت مدينة رابغ محلها فأصبحت هي الميقات البديل.
قرن المنازل: يسمى أيضاً ميقات السيل الكبير، وهو الميقات المخصص لأهل نجد، ودول الخليج العربي وما ورائهم،ويبعد عن مكة حوالي 74كم تقريباً.
يلملم: وهو ميقات أهل اليمن، وكل من يمر من ذلك الطريق، وسمي الميقات بهذا الاسم نسبة لجبل يلملم.
ذات عرق: هو ميقات أهل العراق وما ورائها، وهذا الميقات لم يذكر في حديث النبي محمد عن المواقيت، ولكن تم تحديده من خلال الخليفة عمر بن الخطاب.
ميقات أهل مكة: أهل مكة يحرمون من بيوتهم أو المسجد الحرام إن شاءوا، فإن عليهم أن يخرجوا إلى حدود الحرم للإحرام إما من التنعيم أو عرفة.
المواقيت.
ذا الحليفة
الجحفة
قرن المنازل
يلملم
ذات عرق
مكة
مواقع المواقيت.
الإحرام
مقالات تفصيلية :إحرام و محظورات الإحرام و المسجد الحرام
مراحل رحلة الحج.
الإحرام هو الركن الأول من أركان الحج، وهو نية الدخول في النسك مقروناً بعمل من أعمال الحج كالتلبية، وهو واجب من واجبات الإحرام بمعنى أن على من تركه فدية، إما أن يذبح شاة، أو يصوم ثلاثة أيام، أو يطعم ستة
مساكين. إذا وصل المسلم إلى الميقات وأراد أن يحرم فيستحب له أن يقص أظفاره ويزيل شعر العانة، وأن يغتسل ويتوضأ.ثم يلبس بعد ذلك ملابس الإحرام، بالنسبة للرجل فيلبس إزار ورداء أبيضين طاهرين، أما المرأة
فتلبس ما تشاء من اللباس الساتر دون أن تتقيد بلون محدد، لكن تجتنب في إحرامها لبس النقاب والقفازين.بعد ذلك يصلى الحاج ركعتي الإحرام، ثم ينوي بعد ذلك الحج بقلبه أو بلسانه، فأما الحاج المتمتع فيقول: "لبيك
بعُمرة" لإنه سيقوم بأداء مناسك العمرة أولا قبل الحج، أما الحاج المقرن فيقول: "لبيك بحج وعمرة"، أما الحاج المفرد فيقول: "لبيك بحج".
ملابس الإحرام.
محظورات الإحرام يقصد بها الأمور التي يمنع المحرم من فعلها بسبب إحرامه، وتنقسم المحظورات إلى محظورات مشتركة بين الرجال والنساء، ومحظورات خاصة بالنساء وأخرى بالرجال، أما المحظورات المشتركة فهي إزالة الشعر،
تقليم الأظافر، الجماع أو مباشرة النساء لشهوة، التطيب أي وضع العطر في البدن أو في ثياب الإحرام، قتل الصيد البري كالأرانب والغزلان وخلافه، وعقد الزواج. أما المحظورات الخاصة بالرجال فهي لبس الملابس
المخيطة،وهو أن يلبس الثياب ونحوها مما هو مفصل على هيئة البدن كالقميص أو البنطال،كما يحرم عليه إنزال المني باستنماء أو جماع،وتغطية الرأس بملاصق، كالطاقية وما شابهها. أما المحظورات الخاصة
بالنساء فهي لبس القفازين أو النقاب. فإن فعل المحرم المحظور جاهلاً أو ناسياً أو مكرهاً فلا إثم عليه ولا فدية،وإن فعل المحرم المحظور لحاجة إليه فلا إثم عليه ولكن عليه فدية.
إذا انتهى الحاج من إحرامه خرج من الميقات، فإذا وصل مكة فدخلها يستحب له أن يقول: "اللهم هذا حرمك وأمنك فحرم لحمي ودمي على النار وأمنى من عذابك يوم تبعث عبادك واجعلني من أوليائك وأهل طاعتك يا رب
العالمين"، وعندما يدخل المسجد الحرام يقول: "لا إله إلا الله والله أكبر اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة ورفعة وبرًّا، وزد من زاره شرفًا وتعظيمًا
وتكريمًا ومهابة ورفعة وبرًّا"،[57] بالنسبة للحاج المتمتع فيقوم بأداء مناسك العمرة أولاً من طواف وسعي ثم يتحلل من إحرامه، ويظل كذلك إلى يوم الثامن من ذي الحجة فيُحرم بالحج ثم يتوجه إلى منى لقضاء يوم التروية. أما الحاج
المقرن والمفرد فيطوف طواف القدوم ويبقى محرماً إلى يوم الثامن فيتوجه إلى منى لقضاء يوم التروية.
يوم التروية
مقالات تفصيلية :يوم التروية و منى
الحجاج في يوم التروية.
يوم التروية هو يوم الثامن من شهر ذي الحجة، وسمي بهذا الاسم لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى، حيث كان معدوماً في ذلك الايام ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج،[58][59] بالنسبة للحاج
المقرن والمفرد فهما يبقيان على إحرامهما من الميقات، أما الحاج المتمتع فيحرم بالحج،[60] والمستحب أن يحرم به صباحًا قبل الزوال، يتوجه الحاج بعد ذلك إلى مشعر منى لقضاء هذا اليوم والمبيت بها، والمبيت في منى سنة وليس
واجب؛ بمعنى أن الحاج لو تقدم إلى عرفة ولم يبت في منى في ليلة التاسع فلا حرج عليه،[61] ومنى منطقة صحراوية تبعد حوالي 7 كم شمال شرق مكة على الطريق الرابط بين مكة ومزدلفة،[62] ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء
والتلبية أثناء فترة إقامته في منى،[63] كما يقوم الحاج بأداء صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء قصراً دون جمع؛ بمعنى أن كل صلاة تصلى منفردة،[63] ثم يقضي ليلته هناك، ويصلي الحاج بعد ذلك صلاة الفجر
ويخرج من منى متجهاً إلى عرفة لقضاء يوم الحج الأكبر.
يوم عرفة مقالات تفصيلية :يوم عرفة و جبل عرفة و مزدلفة
الحجاج على، وحول جبل عرفة في اليوم حامل ذات الاسم.
يوم عرفة هو يوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو أهمُّ أركان الحج، وقد تعددت الروايات التي تتحدث عن سب تسمية عرفة بهذا الاسم، لكن الروايتين الأكثر تأكيداً هما؛ أن أبو البشر آدم التقا مع حواء وتعارفا بعد خروجهما من
الجنة[64] في هذا المكان ولهذا سمي بعرفة،[65][66] والثانية أن جبريل طاف بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له: "أعرفت أعرفت؟" فيقول إبراهيم: "عرفت عرفت" ولهذا سميت عرفة.[67][68] تقع عرفة
شرق مكة على الطريق الرابط بينها والطائف بنحو 22 كم، تبلغ مساحتها حوالي 10,4 كم²، تبعد عن منى حوالي 10 كم، وعن مزدلفة حوالي 6 كم. وعرفة عبارة عن سهل واسع مستو على شكل قوس كبير، تحيط الجبال بأطراف
هذا القوس، ووتر هذا القوس هو وادي عُرَنَة.[69] يحدها من الشمال الشرقي جبل سعد، ومن الشرق جبل أمغر، ومن الجنوب سلسلة جبيلة سوداء اللون، أما في الغرب والشمال الغربي فيوجد وادي عُرَنَة والطريق الرابط بين مكة والطائف.
مع شروق شمس يوم التاسع من ذي الحجة يخرج الحاج من منى متوجهاً إلى عرفة للوقوف بها،[70] والوقوف بعرفة يتحقق بوجود الحاج في أي جزء من أجزاء عرفة، سواء كان واقفاً أو راكباً أو مضطجعاً، لكن إذا لم يقف الحاج داخل
حدود عرفة المحددة في هذا اليوم ففد بطل حجه،[71][72] يعد الوقوف بعرفة أهم ركن من أركان الحج وذلك لقول النبي محمد: "الحج عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه".[73] وقد وردت بعض الأحاديث
النبوية التي تتحدث عن فضل هذا اليوم منها: ما رواه أبو هريرة عن النبي محمد أنه قال: "إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شعثاً غبراً"،[74] وما روته عائشة عن النبي محمد أنه قال: "
ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلى، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم".[75]
منظر عام لمزدلفة.
وقت الوقوف بعرفة هو من زوال شمس يوم عرفة إلى طلوع فجر اليوم التالي وهو أول أيام عيد الأضحى[76] ويصلي الحاج صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين،[77] ويستحب للحاج في يوم عرفة أن يكثر من
الدعاء والتلبية وذلك لقول النبي محمد: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"،[78][79] يبقى الحجاج في عرفة حتى غروب
الشمس، فإذا غربت الشمس ينفر الحجاج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت بها،[80] ويصلي بها الحاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير؛ بمعنى أن يؤخر صلاة المغرب حتى دخول وقت العشاء،[81] ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء
والأذكار، ويتزود الحاج بالحصى وعددها 70 حصاة[82] (فوق حجم الحمص وأقل من البندق)[82] وذلك لرمي الجمرات كلها، ثم يقضي ليلته في مزدلفة حتى يصلي الفجر، بعد ذلك يتوجه الحاج إلى مِنى لرمي جمرة العقبة الكبرى.
عيد الأضحى
Crystal Clear app kdict.png مقالات تفصيلية :عيد الأضحى و جمرة العقبة الكبرى و الفدي والهدي و طواف الإفاضة
اليوم العاشر من ذي الحجة هو يوم عيد الأضحى، بعد صلاة الفجر يخرج الحاج من مزدلفة متوجهاً إلى مشعر منى وذلك لرمي جمرة العقبة الكبرى، وقت الرمي المحدد هو من فجر يوم عيد الأضحى إلى فجر اليوم التالي،[83] ولكن السنة
أن يكون الرمي ما بين طلوع الشمس إلى الزوال، ويجوز الرمي بعد الغروب إلى الفجر لكن لعذر، عند وصول الحاج يقطع التلبية[84] ويستحب له أن يجعل منى عن يمينه، والكعبة عن يساره، وجمرة العقبة أمامه، أما الرمي من فوق
الجسر فمن أي جهة كانت،[84] رمي الجمرة يتم بحيث تضرب الحصية في شاخص الجمرة أو تقع في الدائرة المحيطة به، ثم يقوم الحاج برمي الشاخص بسبع حصيات متعاقبات، يرفع يده مع كل حصاة، ويكبر قائلاً "بسم الله، والله أكبر،
رغماً للشيطان وحزبه وإرضاءً للرحمن".[85]
شاخص جمرة العقبة الكبرى.
إذا فرغ الحاج من رمي جمرة العقبة قام بذبح الهدي،[86] وهي الإبل أوالبقر أو الغنم، والنحر واجب على الحاج المتمتع والقارن فقط،[86] ويستحب أن يقول عند ذبحه أو نحره "بسم الله والله أكبر اللهم منك ولك، اللهم تقبل مني"،
ويسن ذبح الشاة على جنبها الأيسر وفي اتجاه القبلة، ويستحب للحاج أن يأكل منها ويتصدق منها أيضاً،[86] ويمتد وقت الذبح إلى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، ويجوز للحاج أن يذبح في منى أو في مكة،[87] وذلك لقول
النبي محمد: "كل عرفة موقف وكل منى منحر وكل المزدلفة موقف وكل فجاج مكة طريق ومنحر".[88] ثم إذا فرغ الحاج من ذبح الهدي لمن كان له هدي، حلق رأسه أو قصره، والحلق هو الأفضل للرجال ذلك لأن النبي محمد دعا
بالرحمة والمغفرة للمحلقين ثلاث مرات وللمقصرين مرة واحدة، أما المرأة فليس عليها إلا التقصير بأن تأخذ من كل قرن قدر الأنملة أو أقل. بعد رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير يباح للمحرم كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء
ويسمى هذا التحلل الأول،[89] فإذا تحلل الحاج التحلل الأول استحب له أن يتطيب ويستحب له أن يتنظف ويلبس أحسن ثيابه.[89]
يتوجه الحاج بعد الأعمال السابقة إلى مكة ليطوف حول الكعبة، ويسمى هذا الطواف طواف الإفاضة، وهو ركن من أركان الحج، وقد ذكر في القرآن في الآية: Ra bracket.png ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ
الْعَتِيقِ Aya-29.png La bracket.png،[90] ثم يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم ويستحب أن يشرب من ماء زمزم. بعد الطواف وصلاة الركعتين يسعى الحاج بين الصفا والمروة في حالة إذا كان الحاج متمتعاً،[91] وذلك
لأن سعيه الأول كان للعمرة أما هذا السعي فللحج، أما الحاج القارن والمفرد فليس عليه إلا سعي واحد، فإن كان قد سعاه بعد طواف القدوم كفاه ذلك عن السعي بعد طواف الإفاضة، وإلا سعى بعد طواف الإفاضة،[91] وبهذا يتحلل الحاج
التحلل الثاني، ويحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام حتى النساء،[92] ثم يرجع الحاج بعد ذلك إلى منى ليبيت بها أيام التشريق.
أيام التشريق
مقالات تفصيلية :أيام التشريق و جسر الجمرات و جمرة العقبة
رمي الجمرات.
أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تتبع يوم النحر، وهي أيام الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة، وسميت بأيام التشريق لأن الناس كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي ويبرزونها للشمس،[93] وقيل لأن صلاة
عيد الأضحى تقام بعد شروق الشمس وأن هذه الأيام تتبع يوم العيد فسميت أيام التشريق،[93] وفي هذه الأيام يقوم الحجاج برمي الجمرات الثلاث الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى على الترتيب.[94] اليوم الحادي عشر وهو أول أيام
التشريق، فيه يقوم الحاج برمى الجمرات الثلاث متعاقبة، بدءاً من وقت الزوال وحتى غروب الشمس،[95] وفي كل مرة يرمي الحاج سبع حصيات ويكبر مع كل حصاة، ثم يقف للدعاء، عدا جمرة العقبة الكبرى فينصرف بعد الرمي
مباشرة،[96] ويقضي الحاج ليلته في منى، وكذلك الحال في ثاني وثالث أيام التشريق. بعد انتهاء الرمي ثاني أيام التشريق يجوز للحجاج المتعجلين الخروج من منى قبل غروب الشمس والتوجه إلى مكة، ويسمى ذلك بالنفر الأول،[97]
أما من تأخر في الخروج من منى؛ فعليه ان يقضي ليلته، ويرمي الجمرات في ثالث أيام التشريق ويخرج بعد ذلك، ويسمى ذلك النفر الثاني.[97]
طواف الوداع
الطواف حول الكعبة.
مقال تفصيلي :طواف الوداع
بعد أن ينتهي الحجاج من رمي الجمرات ومغادرة مشعر منى، وأرادوا الخروج من مكة والعودة إلى بلدانهم بعد الانتهاء من المناسك وجب عليهم أن يطوفوا طواف الوداع،[98] بأن يطوفوا حول الكعبة سبعة أشواط، ويصلوا خلف مقام
إبراهيم ركعتين ختاماً للمناسك وليكون آخر عهدهم المسجد الحرام قبل مغادرتهم لمكة المكرمة، وذلك لما ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عباس أنه قال: "كان الناس ينصرفون من كل وجه، فقال النبي محمد: لا ينفرن أحد حتى
يكون آخر عهده بالبيت"،[99] بمعنى أنه طواف الوداع واجب على كل الحجاج، وذكر في صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس أنه قال: "أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفف عن المرأة الحائض"،[100] بمعنى أن
الحائض والنفساء ليست مطالبة بأداء الطواف ولا حتى فدية، وبعد الانتهاء من الطواف يخرج الحجاج من مكة عائدين إلى بلدانهم.
مناسك الحج في المنظور الشيعي
مقال تفصيلي :الحج عند الشيعة
مسجد الإمام علي بالنجف حيث دفن علي بن أبي طالب حسب الرواية الأكثر شيوعا. يُعتبر هذا المسجد من أهم المزارات عند الشيعة، حيث يقومون بزيارته في موسم الحج إلى جانب زيارة مكة.
مسجد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب في كربلاء بالعراق.
والحج عند الشيعة 3 أقسام أيضا لا يصح الحج إلا على أحدها: تمتع، وقران، وافراد.[101] وقد ورد عن محمد بن الحسن بإسناده عن سعد بن عبد الله، عن العباس والحسن، عن علي، عن فضالة، عن معاوية، عن محمد بن الحسين،
عن صفوان، عن معاوية، عن أبا عبد الله أنه قال في القارن: "لا يكون قران إلا بسياق الهدي، وعليه طواف بالبيت، وركعتان عند مقام إبراهيم، وسعي بين الصفا والمروة، وطواف بعد الحج، وهو طواف النساء، وأما المتمتع بالعمرة إلى
الحج فعليه ثلاثة أطواف بالبيت، وسعيان بين الصفا والمروة".[102] كذلك يؤمن الشيعة أن التمتع أفضل الحج، فعلى المتمتع إذا قدم مكة طواف بالبيت، وركعتان عند مقام إبراهيم، وسعي بين الصفا والمروة، ثم يقصر وقد أحلّ هذا
للعمرة وعليه للحج طوافان، وسعي بين الصفا والمروة، ويصلّي عند كل طواف بالبيت ركعتين عند مقام إبراهيم. وأما المفرد للحج فعليه طواف بالبيت وركعتان عند مقام إبراهيم، وسعي بين الصفا والمروة، وطواف الزيارة، وهو طواف
النساء وليس عليه هدي ولا أضحية.[102] أما بالنسبة لمواقيت الحج فهي نفسها عند أهل السنة والجماعة.[103]
يعتبر الشيعة زيارة المدينة المنورة بعد أعمال الحج إتماما للحج، فهي تكاد تكون واجبة. وهناك يجب زيارة النبي محمد بن عبد الله وزيارة فاطمة الزهراء التي لا يعرف الشيعة قبرها بالتحديد ولكن يزورونها عن بعد من أماكن مختلفة.
وكذلك زيارة مقبرة البقيع المدفون فيها أربعة من أئمة الشيعة بالإضافة إلى الكثير من الشخصيات التي يعظمها الشيعة من الصحابة وغيرهم.
إلى جانب طقس الجد إلى الكعبة في مكة، يقوم المسلمون الشيعة بشد الرحال إلى مراقد وقبور أئمة الشيعة، وزيارة قبر علي بن أبي طالب، ابن عم نبي الإسلام محمد بن عبد الله، وولده الحسين بن علي، والوقوف عند هذه المراقد والدعاء.
ومما ورد عن استحباب زيارة قبور الأئمة عن لسان محمد بن يعقوب، عن أبي علي الاشعري، عن الحسن بن علي الكوفي،[104] عن علي بن مهزيار، عن موسى بن القاسم قال:
الحج في الإسلام قلت لأبي جعفر الثاني : قد أردت أن أطوف عنك وعن أبيك، فقيل لي: إن الاوصياء لا يطاف عنهم، فقال: بلى، طف ما أمكنك، فإن ذلك جائز، ثم قلت له بعد ذلك بثلاث سنين: إنّي كنت استأذنتك في الطواف عنك
وعن أبيك، فأذنت لي في ذلك، فطفت عنكما ما شاء الله، ثم وقع في قلبي شيء فعملت به، قال: وماهو؟ قلت: طفت يوما عن رسول الله ، فقال ثلاث مرات: صلى الله على رسول الله، ثم اليوم الثاني عن أمير المؤمنين ، ثم طفت اليوم
الثالث عن الحسن ، والرابع عن الحسين ، والخامس عن علي بن الحسين، واليوم السادس عن أبي جعفر محمد بن علي، واليوم السابع عن جعفر بن محمد، واليوم الثامن عن أبيك موسى ، واليوم التاسع عن أبيك علي ، واليوم العاشر عنك
يا سيدي، وهؤلاء الذين أدين الله بولايتهم، فقال: إذا والله تدين الله بالدين الذي لا يقبل من العباد غيره، فقلت: وربما طفت عن أمك فاطمة ، وربما لم أطف، فقال: استكثر من هذا فإنّه أفضل ما أنت عامله، إن شاء الله.
الحج في الإسلام
المواقيت
مقالات تفصيلية :ميقات و أشهر الحج
ميقات قرن المنازل.
تنقسم مواقيت الحج إلى مواقيت زمانية ومواقيت مكانية،[ المواقيت الزمانية هي الشهور المحددة لتكون زمناً للحج، وهذه الشهور هي شوال، ذو القعدة وذو الحجة، وتحديداً من أول شهر شوال إلى يوم العاشر من ذي الحجة. أما المواقيت المكانية فهي الأماكن التي حددها النبي محمد لمن أراد أن يحرم لأداء مناسك الحج والعمرة، وهي كالتالي:
ذا الحليفة: تسمى الآن آبار علي وهي أبعد المواقيت عن مكة، وهي الميقات المخصص لأهل المدينة المنورة وكل من أتى عليها من غير أهلها، وتبعد عنها حوالي 18كم.
الجحفة: وهي ميقات أهل الشام ومصر وكل دول المغرب العربي ومن كان وراء ذلك، وقد اندثرت هذه القرية حالياً، ولما كانت محاذية لمدينة رابغ وقريبة منها حلت مدينة رابغ محلها فأصبحت هي الميقات البديل.
قرن المنازل: يسمى أيضاً ميقات السيل الكبير، وهو الميقات المخصص لأهل نجد، ودول الخليج العربي وما ورائهم،ويبعد عن مكة حوالي 74كم تقريباً.
يلملم: وهو ميقات أهل اليمن، وكل من يمر من ذلك الطريق، وسمي الميقات بهذا الاسم نسبة لجبل يلملم.
ذات عرق: هو ميقات أهل العراق وما ورائها، وهذا الميقات لم يذكر في حديث النبي محمد عن المواقيت، ولكن تم تحديده من خلال الخليفة عمر بن الخطاب.
ميقات أهل مكة: أهل مكة يحرمون من بيوتهم أو المسجد الحرام إن شاءوا، فإن عليهم أن يخرجوا إلى حدود الحرم للإحرام إما من التنعيم أو عرفة.
المواقيت.
ذا الحليفة
الجحفة
قرن المنازل
يلملم
ذات عرق
مكة
مواقع المواقيت.
الإحرام
مقالات تفصيلية :إحرام و محظورات الإحرام و المسجد الحرام
مراحل رحلة الحج.
الإحرام هو الركن الأول من أركان الحج، وهو نية الدخول في النسك مقروناً بعمل من أعمال الحج كالتلبية، وهو واجب من واجبات الإحرام بمعنى أن على من تركه فدية، إما أن يذبح شاة، أو يصوم ثلاثة أيام، أو يطعم ستة
مساكين. إذا وصل المسلم إلى الميقات وأراد أن يحرم فيستحب له أن يقص أظفاره ويزيل شعر العانة، وأن يغتسل ويتوضأ.ثم يلبس بعد ذلك ملابس الإحرام، بالنسبة للرجل فيلبس إزار ورداء أبيضين طاهرين، أما المرأة
فتلبس ما تشاء من اللباس الساتر دون أن تتقيد بلون محدد، لكن تجتنب في إحرامها لبس النقاب والقفازين.بعد ذلك يصلى الحاج ركعتي الإحرام، ثم ينوي بعد ذلك الحج بقلبه أو بلسانه، فأما الحاج المتمتع فيقول: "لبيك
بعُمرة" لإنه سيقوم بأداء مناسك العمرة أولا قبل الحج، أما الحاج المقرن فيقول: "لبيك بحج وعمرة"، أما الحاج المفرد فيقول: "لبيك بحج".
ملابس الإحرام.
محظورات الإحرام يقصد بها الأمور التي يمنع المحرم من فعلها بسبب إحرامه، وتنقسم المحظورات إلى محظورات مشتركة بين الرجال والنساء، ومحظورات خاصة بالنساء وأخرى بالرجال، أما المحظورات المشتركة فهي إزالة الشعر،
تقليم الأظافر، الجماع أو مباشرة النساء لشهوة، التطيب أي وضع العطر في البدن أو في ثياب الإحرام، قتل الصيد البري كالأرانب والغزلان وخلافه، وعقد الزواج. أما المحظورات الخاصة بالرجال فهي لبس الملابس
المخيطة،وهو أن يلبس الثياب ونحوها مما هو مفصل على هيئة البدن كالقميص أو البنطال،كما يحرم عليه إنزال المني باستنماء أو جماع،وتغطية الرأس بملاصق، كالطاقية وما شابهها. أما المحظورات الخاصة
بالنساء فهي لبس القفازين أو النقاب. فإن فعل المحرم المحظور جاهلاً أو ناسياً أو مكرهاً فلا إثم عليه ولا فدية،وإن فعل المحرم المحظور لحاجة إليه فلا إثم عليه ولكن عليه فدية.
إذا انتهى الحاج من إحرامه خرج من الميقات، فإذا وصل مكة فدخلها يستحب له أن يقول: "اللهم هذا حرمك وأمنك فحرم لحمي ودمي على النار وأمنى من عذابك يوم تبعث عبادك واجعلني من أوليائك وأهل طاعتك يا رب
العالمين"، وعندما يدخل المسجد الحرام يقول: "لا إله إلا الله والله أكبر اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة ورفعة وبرًّا، وزد من زاره شرفًا وتعظيمًا
وتكريمًا ومهابة ورفعة وبرًّا"،[57] بالنسبة للحاج المتمتع فيقوم بأداء مناسك العمرة أولاً من طواف وسعي ثم يتحلل من إحرامه، ويظل كذلك إلى يوم الثامن من ذي الحجة فيُحرم بالحج ثم يتوجه إلى منى لقضاء يوم التروية. أما الحاج
المقرن والمفرد فيطوف طواف القدوم ويبقى محرماً إلى يوم الثامن فيتوجه إلى منى لقضاء يوم التروية.
يوم التروية
مقالات تفصيلية :يوم التروية و منى
الحجاج في يوم التروية.
يوم التروية هو يوم الثامن من شهر ذي الحجة، وسمي بهذا الاسم لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى، حيث كان معدوماً في ذلك الايام ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج،[58][59] بالنسبة للحاج
المقرن والمفرد فهما يبقيان على إحرامهما من الميقات، أما الحاج المتمتع فيحرم بالحج،[60] والمستحب أن يحرم به صباحًا قبل الزوال، يتوجه الحاج بعد ذلك إلى مشعر منى لقضاء هذا اليوم والمبيت بها، والمبيت في منى سنة وليس
واجب؛ بمعنى أن الحاج لو تقدم إلى عرفة ولم يبت في منى في ليلة التاسع فلا حرج عليه،[61] ومنى منطقة صحراوية تبعد حوالي 7 كم شمال شرق مكة على الطريق الرابط بين مكة ومزدلفة،[62] ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء
والتلبية أثناء فترة إقامته في منى،[63] كما يقوم الحاج بأداء صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء قصراً دون جمع؛ بمعنى أن كل صلاة تصلى منفردة،[63] ثم يقضي ليلته هناك، ويصلي الحاج بعد ذلك صلاة الفجر
ويخرج من منى متجهاً إلى عرفة لقضاء يوم الحج الأكبر.
يوم عرفة مقالات تفصيلية :يوم عرفة و جبل عرفة و مزدلفة
الحجاج على، وحول جبل عرفة في اليوم حامل ذات الاسم.
يوم عرفة هو يوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو أهمُّ أركان الحج، وقد تعددت الروايات التي تتحدث عن سب تسمية عرفة بهذا الاسم، لكن الروايتين الأكثر تأكيداً هما؛ أن أبو البشر آدم التقا مع حواء وتعارفا بعد خروجهما من
الجنة[64] في هذا المكان ولهذا سمي بعرفة،[65][66] والثانية أن جبريل طاف بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له: "أعرفت أعرفت؟" فيقول إبراهيم: "عرفت عرفت" ولهذا سميت عرفة.[67][68] تقع عرفة
شرق مكة على الطريق الرابط بينها والطائف بنحو 22 كم، تبلغ مساحتها حوالي 10,4 كم²، تبعد عن منى حوالي 10 كم، وعن مزدلفة حوالي 6 كم. وعرفة عبارة عن سهل واسع مستو على شكل قوس كبير، تحيط الجبال بأطراف
هذا القوس، ووتر هذا القوس هو وادي عُرَنَة.[69] يحدها من الشمال الشرقي جبل سعد، ومن الشرق جبل أمغر، ومن الجنوب سلسلة جبيلة سوداء اللون، أما في الغرب والشمال الغربي فيوجد وادي عُرَنَة والطريق الرابط بين مكة والطائف.
مع شروق شمس يوم التاسع من ذي الحجة يخرج الحاج من منى متوجهاً إلى عرفة للوقوف بها،[70] والوقوف بعرفة يتحقق بوجود الحاج في أي جزء من أجزاء عرفة، سواء كان واقفاً أو راكباً أو مضطجعاً، لكن إذا لم يقف الحاج داخل
حدود عرفة المحددة في هذا اليوم ففد بطل حجه،[71][72] يعد الوقوف بعرفة أهم ركن من أركان الحج وذلك لقول النبي محمد: "الحج عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه".[73] وقد وردت بعض الأحاديث
النبوية التي تتحدث عن فضل هذا اليوم منها: ما رواه أبو هريرة عن النبي محمد أنه قال: "إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شعثاً غبراً"،[74] وما روته عائشة عن النبي محمد أنه قال: "
ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلى، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم".[75]
منظر عام لمزدلفة.
وقت الوقوف بعرفة هو من زوال شمس يوم عرفة إلى طلوع فجر اليوم التالي وهو أول أيام عيد الأضحى[76] ويصلي الحاج صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين،[77] ويستحب للحاج في يوم عرفة أن يكثر من
الدعاء والتلبية وذلك لقول النبي محمد: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"،[78][79] يبقى الحجاج في عرفة حتى غروب
الشمس، فإذا غربت الشمس ينفر الحجاج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت بها،[80] ويصلي بها الحاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير؛ بمعنى أن يؤخر صلاة المغرب حتى دخول وقت العشاء،[81] ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء
والأذكار، ويتزود الحاج بالحصى وعددها 70 حصاة[82] (فوق حجم الحمص وأقل من البندق)[82] وذلك لرمي الجمرات كلها، ثم يقضي ليلته في مزدلفة حتى يصلي الفجر، بعد ذلك يتوجه الحاج إلى مِنى لرمي جمرة العقبة الكبرى.
عيد الأضحى
Crystal Clear app kdict.png مقالات تفصيلية :عيد الأضحى و جمرة العقبة الكبرى و الفدي والهدي و طواف الإفاضة
اليوم العاشر من ذي الحجة هو يوم عيد الأضحى، بعد صلاة الفجر يخرج الحاج من مزدلفة متوجهاً إلى مشعر منى وذلك لرمي جمرة العقبة الكبرى، وقت الرمي المحدد هو من فجر يوم عيد الأضحى إلى فجر اليوم التالي،[83] ولكن السنة
أن يكون الرمي ما بين طلوع الشمس إلى الزوال، ويجوز الرمي بعد الغروب إلى الفجر لكن لعذر، عند وصول الحاج يقطع التلبية[84] ويستحب له أن يجعل منى عن يمينه، والكعبة عن يساره، وجمرة العقبة أمامه، أما الرمي من فوق
الجسر فمن أي جهة كانت،[84] رمي الجمرة يتم بحيث تضرب الحصية في شاخص الجمرة أو تقع في الدائرة المحيطة به، ثم يقوم الحاج برمي الشاخص بسبع حصيات متعاقبات، يرفع يده مع كل حصاة، ويكبر قائلاً "بسم الله، والله أكبر،
رغماً للشيطان وحزبه وإرضاءً للرحمن".[85]
شاخص جمرة العقبة الكبرى.
إذا فرغ الحاج من رمي جمرة العقبة قام بذبح الهدي،[86] وهي الإبل أوالبقر أو الغنم، والنحر واجب على الحاج المتمتع والقارن فقط،[86] ويستحب أن يقول عند ذبحه أو نحره "بسم الله والله أكبر اللهم منك ولك، اللهم تقبل مني"،
ويسن ذبح الشاة على جنبها الأيسر وفي اتجاه القبلة، ويستحب للحاج أن يأكل منها ويتصدق منها أيضاً،[86] ويمتد وقت الذبح إلى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، ويجوز للحاج أن يذبح في منى أو في مكة،[87] وذلك لقول
النبي محمد: "كل عرفة موقف وكل منى منحر وكل المزدلفة موقف وكل فجاج مكة طريق ومنحر".[88] ثم إذا فرغ الحاج من ذبح الهدي لمن كان له هدي، حلق رأسه أو قصره، والحلق هو الأفضل للرجال ذلك لأن النبي محمد دعا
بالرحمة والمغفرة للمحلقين ثلاث مرات وللمقصرين مرة واحدة، أما المرأة فليس عليها إلا التقصير بأن تأخذ من كل قرن قدر الأنملة أو أقل. بعد رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير يباح للمحرم كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء
ويسمى هذا التحلل الأول،[89] فإذا تحلل الحاج التحلل الأول استحب له أن يتطيب ويستحب له أن يتنظف ويلبس أحسن ثيابه.[89]
يتوجه الحاج بعد الأعمال السابقة إلى مكة ليطوف حول الكعبة، ويسمى هذا الطواف طواف الإفاضة، وهو ركن من أركان الحج، وقد ذكر في القرآن في الآية: Ra bracket.png ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ
الْعَتِيقِ Aya-29.png La bracket.png،[90] ثم يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم ويستحب أن يشرب من ماء زمزم. بعد الطواف وصلاة الركعتين يسعى الحاج بين الصفا والمروة في حالة إذا كان الحاج متمتعاً،[91] وذلك
لأن سعيه الأول كان للعمرة أما هذا السعي فللحج، أما الحاج القارن والمفرد فليس عليه إلا سعي واحد، فإن كان قد سعاه بعد طواف القدوم كفاه ذلك عن السعي بعد طواف الإفاضة، وإلا سعى بعد طواف الإفاضة،[91] وبهذا يتحلل الحاج
التحلل الثاني، ويحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام حتى النساء،[92] ثم يرجع الحاج بعد ذلك إلى منى ليبيت بها أيام التشريق.
أيام التشريق
مقالات تفصيلية :أيام التشريق و جسر الجمرات و جمرة العقبة
رمي الجمرات.
أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تتبع يوم النحر، وهي أيام الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة، وسميت بأيام التشريق لأن الناس كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي ويبرزونها للشمس،[93] وقيل لأن صلاة
عيد الأضحى تقام بعد شروق الشمس وأن هذه الأيام تتبع يوم العيد فسميت أيام التشريق،[93] وفي هذه الأيام يقوم الحجاج برمي الجمرات الثلاث الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى على الترتيب.[94] اليوم الحادي عشر وهو أول أيام
التشريق، فيه يقوم الحاج برمى الجمرات الثلاث متعاقبة، بدءاً من وقت الزوال وحتى غروب الشمس،[95] وفي كل مرة يرمي الحاج سبع حصيات ويكبر مع كل حصاة، ثم يقف للدعاء، عدا جمرة العقبة الكبرى فينصرف بعد الرمي
مباشرة،[96] ويقضي الحاج ليلته في منى، وكذلك الحال في ثاني وثالث أيام التشريق. بعد انتهاء الرمي ثاني أيام التشريق يجوز للحجاج المتعجلين الخروج من منى قبل غروب الشمس والتوجه إلى مكة، ويسمى ذلك بالنفر الأول،[97]
أما من تأخر في الخروج من منى؛ فعليه ان يقضي ليلته، ويرمي الجمرات في ثالث أيام التشريق ويخرج بعد ذلك، ويسمى ذلك النفر الثاني.[97]
طواف الوداع
الطواف حول الكعبة.
مقال تفصيلي :طواف الوداع
بعد أن ينتهي الحجاج من رمي الجمرات ومغادرة مشعر منى، وأرادوا الخروج من مكة والعودة إلى بلدانهم بعد الانتهاء من المناسك وجب عليهم أن يطوفوا طواف الوداع،[98] بأن يطوفوا حول الكعبة سبعة أشواط، ويصلوا خلف مقام
إبراهيم ركعتين ختاماً للمناسك وليكون آخر عهدهم المسجد الحرام قبل مغادرتهم لمكة المكرمة، وذلك لما ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عباس أنه قال: "كان الناس ينصرفون من كل وجه، فقال النبي محمد: لا ينفرن أحد حتى
يكون آخر عهده بالبيت"،[99] بمعنى أنه طواف الوداع واجب على كل الحجاج، وذكر في صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس أنه قال: "أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفف عن المرأة الحائض"،[100] بمعنى أن
الحائض والنفساء ليست مطالبة بأداء الطواف ولا حتى فدية، وبعد الانتهاء من الطواف يخرج الحجاج من مكة عائدين إلى بلدانهم.
مناسك الحج في المنظور الشيعي
مقال تفصيلي :الحج عند الشيعة
مسجد الإمام علي بالنجف حيث دفن علي بن أبي طالب حسب الرواية الأكثر شيوعا. يُعتبر هذا المسجد من أهم المزارات عند الشيعة، حيث يقومون بزيارته في موسم الحج إلى جانب زيارة مكة.
مسجد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب في كربلاء بالعراق.
والحج عند الشيعة 3 أقسام أيضا لا يصح الحج إلا على أحدها: تمتع، وقران، وافراد.[101] وقد ورد عن محمد بن الحسن بإسناده عن سعد بن عبد الله، عن العباس والحسن، عن علي، عن فضالة، عن معاوية، عن محمد بن الحسين،
عن صفوان، عن معاوية، عن أبا عبد الله أنه قال في القارن: "لا يكون قران إلا بسياق الهدي، وعليه طواف بالبيت، وركعتان عند مقام إبراهيم، وسعي بين الصفا والمروة، وطواف بعد الحج، وهو طواف النساء، وأما المتمتع بالعمرة إلى
الحج فعليه ثلاثة أطواف بالبيت، وسعيان بين الصفا والمروة".[102] كذلك يؤمن الشيعة أن التمتع أفضل الحج، فعلى المتمتع إذا قدم مكة طواف بالبيت، وركعتان عند مقام إبراهيم، وسعي بين الصفا والمروة، ثم يقصر وقد أحلّ هذا
للعمرة وعليه للحج طوافان، وسعي بين الصفا والمروة، ويصلّي عند كل طواف بالبيت ركعتين عند مقام إبراهيم. وأما المفرد للحج فعليه طواف بالبيت وركعتان عند مقام إبراهيم، وسعي بين الصفا والمروة، وطواف الزيارة، وهو طواف
النساء وليس عليه هدي ولا أضحية.[102] أما بالنسبة لمواقيت الحج فهي نفسها عند أهل السنة والجماعة.[103]
يعتبر الشيعة زيارة المدينة المنورة بعد أعمال الحج إتماما للحج، فهي تكاد تكون واجبة. وهناك يجب زيارة النبي محمد بن عبد الله وزيارة فاطمة الزهراء التي لا يعرف الشيعة قبرها بالتحديد ولكن يزورونها عن بعد من أماكن مختلفة.
وكذلك زيارة مقبرة البقيع المدفون فيها أربعة من أئمة الشيعة بالإضافة إلى الكثير من الشخصيات التي يعظمها الشيعة من الصحابة وغيرهم.
إلى جانب طقس الجد إلى الكعبة في مكة، يقوم المسلمون الشيعة بشد الرحال إلى مراقد وقبور أئمة الشيعة، وزيارة قبر علي بن أبي طالب، ابن عم نبي الإسلام محمد بن عبد الله، وولده الحسين بن علي، والوقوف عند هذه المراقد والدعاء.
ومما ورد عن استحباب زيارة قبور الأئمة عن لسان محمد بن يعقوب، عن أبي علي الاشعري، عن الحسن بن علي الكوفي،[104] عن علي بن مهزيار، عن موسى بن القاسم قال:
الحج في الإسلام قلت لأبي جعفر الثاني : قد أردت أن أطوف عنك وعن أبيك، فقيل لي: إن الاوصياء لا يطاف عنهم، فقال: بلى، طف ما أمكنك، فإن ذلك جائز، ثم قلت له بعد ذلك بثلاث سنين: إنّي كنت استأذنتك في الطواف عنك
وعن أبيك، فأذنت لي في ذلك، فطفت عنكما ما شاء الله، ثم وقع في قلبي شيء فعملت به، قال: وماهو؟ قلت: طفت يوما عن رسول الله ، فقال ثلاث مرات: صلى الله على رسول الله، ثم اليوم الثاني عن أمير المؤمنين ، ثم طفت اليوم
الثالث عن الحسن ، والرابع عن الحسين ، والخامس عن علي بن الحسين، واليوم السادس عن أبي جعفر محمد بن علي، واليوم السابع عن جعفر بن محمد، واليوم الثامن عن أبيك موسى ، واليوم التاسع عن أبيك علي ، واليوم العاشر عنك
يا سيدي، وهؤلاء الذين أدين الله بولايتهم، فقال: إذا والله تدين الله بالدين الذي لا يقبل من العباد غيره، فقلت: وربما طفت عن أمك فاطمة ، وربما لم أطف، فقال: استكثر من هذا فإنّه أفضل ما أنت عامله، إن شاء الله.
الحج في الإسلام