عتبر أسطورة البوزقورت إحدى أهم الأساطير التي اشتهرت في عهد دولة الأتراك الكوك تورك،
وتعتبر اسطورة أرگه ناقون التي تلت اسطورة البوزقورت تتمة لها ونتيجة منطقية لتتالي الأحداث التاريخية
التي عصفت بالأتراك في ذلك العصر، كما تعد أسطورة البوزقورت عبارة عن رواية تروي كيف استطاع
الشعب التركي التوالد من جديد في فترة كان فيها على شفى حفرة الإنقراض.
أسطورة البوزقورت كان الأجداد الأوائل للشعب التركي يسكنون على الضفة الغربية من بحر الغرب،
وقد هزموا هناك على يد جيشٍ لدولة تدعى (لين)،
وقد قام جنود دولة لين بقتل الأتراك آنذاك فلم يتركوا لا ذكراً ولا أنثى، لا كبيراً ولا صغيراً،
إلا وأعملوا به السيف، وفي هذه الأثناء تم القضاء على جميع الأتراك
ولم بنجو من تلك المذبحة سوى فتى في العاشرة من عمره،
وقد وجد جنود الأعداء ذلك الفتى لكنهم لم يقوموا بقتله،
بل أرادوا أن يذيقوا ذلك التركي الأخير أبشع أنواع العذاب قبل أن يموت
، فقاموا بتقطيع ذراعيه وساقيه ورموه في أحد المستنقعات،
علم فيما بعد ملك دولة لين عن أن جنوده تركوا آخر تركي على قيد الحياة دونما أن يتأكدوا من موته
، فأعطى أوامره بضرورة البحث عن هذا التركي الأخير والتأكد من موته
وإن لم يمت فيجب قتله وذلك للتأكد من القضاء على الأتراك بشكلٍ نهائي،
انطلق الجند للبحث عن ذلك الفتى لتنفيذ أمر الملك بقتله، وفي هذه الأثناء كانت ذئبة قد
وجدت ذلك الفتى وحملته بأنيابها إلى أحد المغاور في جبال الآلتاي حيث البرد القارس
والمرتفعات العالية التي يصعب الوصول إليها، كان هنالك سهلٌ فسيح داخل تلك المغارة،
وكانت تلك المغارة ممتلئة تماماً بالأعشاب والكلأ والمراعي، لكن حدودها الأربعة كانت
موصدة بجبالٍ شاهقة منيعة يصعب تجاوزها، وهناك وفي تلك المغارة بدأت الذئبة بلعق
جروح الفتى وعلاجه، وبدءت ترضعه من حليبها وتصطاد له الحيوانات ليتغذى على لحمها،
كبر الفتى، ودخل سن البلوغ، وتزوج التركي الأخير من الذئبة، وقد انجب هذا الزواج له عشرة أبناء،
كبروا وبدؤوا ببناء العلاقات مع الخارج وتزوجوا منهم النساء، وبدء الأتراك بالتكاثر والإنتشار،
وبعد أن كثر عددهم أسسوا جيشاً هاجم دولة لين وقضوا عليها تماماً آخذين بذلك ثأر أجدادهم،
وقاموا بعد ذلك بتأسيس دولتهم من جديد، وقاموا بالسيطرة على من يجاورهم،
غير ناسين فضل تلك الذئبة على استمرار وجودهم، واحتراماً لذكرى تلك الذئبة
وتقديساً لما فعلته تجاه بقاء نسل الشعب التركي قاموا بوضع ألوية وبيارق تحمل رأس
ذئب في وأمام خيامهم الدائرية والذي يفهم من هذه الإسطورة هو أن الموطن الأصلي
للشعب التركي كان في منطقة غرب تركستان (وسط آسيا) ومنها انتقلوا إلى طورفان
وجبال الشمال وبقية المناطق هكذا انتهت الأسطورة المدونة في السجلات الصينية،
دون إعطاء أي تفصيلات أخرى، والأسطورة التي تلت أسطورة البوزقورت
كانت أسطورة أرگه ناقون التي بلغت عصر الشهرة الذهبي في عهد جنگيز خان
الذي كان شخصياً مغرماً بهذه الإسطورة أما عن التأثيرات التي تركتها
هذه الاسطورة في حياة الأتراك الواقعية فقد كان لها عظيم الأثر،
فكانت العادة في إمبراطورية الهون التركية أن تعقد مراسيم دينية كل سنة،
وكان القاغان (الملك) يترأس تلك المراسيم بنفسه، وخلال هذه المراسيم يذهب القاغان
والأمراء إلى مغارة تسمى (آتا) أي الأب، ويقومون هناك بشعائرهم الدينية،
ويقومون بالإبتهال للأجداد وتقديسهم، وتلك الشعائر نفسها كان معمولٌ
بها في عهد إمبراطورية الكوك تورك، إن تلك المغارة المقدسة هي
إما بالفعل المكان الحقيقي لنزول الطفل وجلوسه في أرگه ناقون أو قد تكون
تلك الشعائر إحياءاً لذكرى تلك الاسطورة، والنقطة المهمة هاهنا هو أن تلك
الاسطورة وما أعقبها من أسطورة أرگه ناقون لم تمتلم الإحترام والتقدير من طبقة الحكام فحسب
بل آمن بها الشعب التركي أيضاً وأقام لها الشعائر إن اسطورة البوزقورت (الذئب الأغبر)
على وجه الخصوص كان لها تأثيرات عميقة في التاريخ والثقافة والشخصية التركية،
وقد وجد اليوم في تركستان في موقع يدعى باسم بوگوت آثارٌ وأوابد تعود إلى عهد الأتراك
الكوك تورك وتحديداً إلى الأعوام 580 – 578 ميلادية، حيث نحت على تلك الأوابد ريم
صبي وقد قطع ذراعيه وساقيه ونحت إلى القرب من الصبي منحوتٌ لذئبة تقوم بإرضاع ذلك الصبي،
هذا بالإضافة إلى اللقى الأثرية التي وجدت في مناطق مختلفة من أوزبكستان،
حيث نقش على تلك اللقى ذئبٌ وعلى الذئب يركب صبي وقد قطعت ذراعيه وساقيه
منقول
وتعتبر اسطورة أرگه ناقون التي تلت اسطورة البوزقورت تتمة لها ونتيجة منطقية لتتالي الأحداث التاريخية
التي عصفت بالأتراك في ذلك العصر، كما تعد أسطورة البوزقورت عبارة عن رواية تروي كيف استطاع
الشعب التركي التوالد من جديد في فترة كان فيها على شفى حفرة الإنقراض.
أسطورة البوزقورت كان الأجداد الأوائل للشعب التركي يسكنون على الضفة الغربية من بحر الغرب،
وقد هزموا هناك على يد جيشٍ لدولة تدعى (لين)،
وقد قام جنود دولة لين بقتل الأتراك آنذاك فلم يتركوا لا ذكراً ولا أنثى، لا كبيراً ولا صغيراً،
إلا وأعملوا به السيف، وفي هذه الأثناء تم القضاء على جميع الأتراك
ولم بنجو من تلك المذبحة سوى فتى في العاشرة من عمره،
وقد وجد جنود الأعداء ذلك الفتى لكنهم لم يقوموا بقتله،
بل أرادوا أن يذيقوا ذلك التركي الأخير أبشع أنواع العذاب قبل أن يموت
، فقاموا بتقطيع ذراعيه وساقيه ورموه في أحد المستنقعات،
علم فيما بعد ملك دولة لين عن أن جنوده تركوا آخر تركي على قيد الحياة دونما أن يتأكدوا من موته
، فأعطى أوامره بضرورة البحث عن هذا التركي الأخير والتأكد من موته
وإن لم يمت فيجب قتله وذلك للتأكد من القضاء على الأتراك بشكلٍ نهائي،
انطلق الجند للبحث عن ذلك الفتى لتنفيذ أمر الملك بقتله، وفي هذه الأثناء كانت ذئبة قد
وجدت ذلك الفتى وحملته بأنيابها إلى أحد المغاور في جبال الآلتاي حيث البرد القارس
والمرتفعات العالية التي يصعب الوصول إليها، كان هنالك سهلٌ فسيح داخل تلك المغارة،
وكانت تلك المغارة ممتلئة تماماً بالأعشاب والكلأ والمراعي، لكن حدودها الأربعة كانت
موصدة بجبالٍ شاهقة منيعة يصعب تجاوزها، وهناك وفي تلك المغارة بدأت الذئبة بلعق
جروح الفتى وعلاجه، وبدءت ترضعه من حليبها وتصطاد له الحيوانات ليتغذى على لحمها،
كبر الفتى، ودخل سن البلوغ، وتزوج التركي الأخير من الذئبة، وقد انجب هذا الزواج له عشرة أبناء،
كبروا وبدؤوا ببناء العلاقات مع الخارج وتزوجوا منهم النساء، وبدء الأتراك بالتكاثر والإنتشار،
وبعد أن كثر عددهم أسسوا جيشاً هاجم دولة لين وقضوا عليها تماماً آخذين بذلك ثأر أجدادهم،
وقاموا بعد ذلك بتأسيس دولتهم من جديد، وقاموا بالسيطرة على من يجاورهم،
غير ناسين فضل تلك الذئبة على استمرار وجودهم، واحتراماً لذكرى تلك الذئبة
وتقديساً لما فعلته تجاه بقاء نسل الشعب التركي قاموا بوضع ألوية وبيارق تحمل رأس
ذئب في وأمام خيامهم الدائرية والذي يفهم من هذه الإسطورة هو أن الموطن الأصلي
للشعب التركي كان في منطقة غرب تركستان (وسط آسيا) ومنها انتقلوا إلى طورفان
وجبال الشمال وبقية المناطق هكذا انتهت الأسطورة المدونة في السجلات الصينية،
دون إعطاء أي تفصيلات أخرى، والأسطورة التي تلت أسطورة البوزقورت
كانت أسطورة أرگه ناقون التي بلغت عصر الشهرة الذهبي في عهد جنگيز خان
الذي كان شخصياً مغرماً بهذه الإسطورة أما عن التأثيرات التي تركتها
هذه الاسطورة في حياة الأتراك الواقعية فقد كان لها عظيم الأثر،
فكانت العادة في إمبراطورية الهون التركية أن تعقد مراسيم دينية كل سنة،
وكان القاغان (الملك) يترأس تلك المراسيم بنفسه، وخلال هذه المراسيم يذهب القاغان
والأمراء إلى مغارة تسمى (آتا) أي الأب، ويقومون هناك بشعائرهم الدينية،
ويقومون بالإبتهال للأجداد وتقديسهم، وتلك الشعائر نفسها كان معمولٌ
بها في عهد إمبراطورية الكوك تورك، إن تلك المغارة المقدسة هي
إما بالفعل المكان الحقيقي لنزول الطفل وجلوسه في أرگه ناقون أو قد تكون
تلك الشعائر إحياءاً لذكرى تلك الاسطورة، والنقطة المهمة هاهنا هو أن تلك
الاسطورة وما أعقبها من أسطورة أرگه ناقون لم تمتلم الإحترام والتقدير من طبقة الحكام فحسب
بل آمن بها الشعب التركي أيضاً وأقام لها الشعائر إن اسطورة البوزقورت (الذئب الأغبر)
على وجه الخصوص كان لها تأثيرات عميقة في التاريخ والثقافة والشخصية التركية،
وقد وجد اليوم في تركستان في موقع يدعى باسم بوگوت آثارٌ وأوابد تعود إلى عهد الأتراك
الكوك تورك وتحديداً إلى الأعوام 580 – 578 ميلادية، حيث نحت على تلك الأوابد ريم
صبي وقد قطع ذراعيه وساقيه ونحت إلى القرب من الصبي منحوتٌ لذئبة تقوم بإرضاع ذلك الصبي،
هذا بالإضافة إلى اللقى الأثرية التي وجدت في مناطق مختلفة من أوزبكستان،
حيث نقش على تلك اللقى ذئبٌ وعلى الذئب يركب صبي وقد قطعت ذراعيه وساقيه
منقول