أولادكم ليسوا أولاداً لكم ، إنهم أبناء وبنات الحياة المشتاقة إلى نفسها ، فهم بكم يأتون للعالم ولكن ليس منكم ، ومع أنهم يعيشون معكم ـ فهم ليسوا ملكاً لكم ، فأنتم تستطيعون منحهم محبتكم ، ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم ، لأن لهم أفكارهم الخاصة ، وبقدرتكم صنع مساكن أجسادهم ... لكن نفوسهم لا تقطن في مساكنكم ، فهي تقطن مسكن الغد الذي لا تستطيعون زيارته حتى ولا في أحلامكم حتى لو جاهدتوا لكي تصيروا مثلهم ، وعبثاً تحاولون أن تجعلونهم مثلكم ، لأن الحياة لا ترجع للوراء ولا تلذ لها الإقامة في منازل الأمس
أنتم الأقواس وأولادكم سهام حية قد رمت بها الحياة من خلال أقواسكم ، فإن رامي السهام ينظر للعلامة المنصوبة على طريق اللانهاية ، فيلويكم بقدرته لكي تكون سهامه سريقة بعيدة المدى ، لذلك فليكن التواؤكم بين يدي رامي السهام الحكيم لأجل المسرة والغبطة ، لأنه كما يحب السهم الذي يطير من قوسه ، فهو يحب القوس التي تثبت بين يديه