القبلات المتخيلة
عاقب أب ابنته ذات الأعوام الأربعة لأنها أفسدت لفة من ورق التغليف المذهّب..
وقد ثارت ثائرة الأب عندما حاولت الطفلة تزيين صندوق كانت تريد وضعه في المكتبة..
ومع ذلك أحضرت الطفلة الصندوق إلى أبيها صباح اليوم التالي وقالت له: هذا لك يا أبي!!
أحس الأب بالحرج وندم على رد فعله المتسرع لكن سرعان ما اشتعل غضبه عندما تبين له أن الصندوق كان فارغا
فصرخ في الطفلة: ألا تعرفين أنك عندما تقدمين إلى شخص ما علبة فإنه يفترض أن يكون هناك شيء ما داخلها؟!
نظرت الطفلة الصغيرة إلى والدها والدموع تترقرق في عينيها
وقالت: أبي .. إنه ليس فارغا.. فقد أودعت فيه قبلاتي لك!
في تلك اللحظة أحس الأب بالانسحاق..
طوّق الصغيرة بذراعيه واحتضنها وضمّها إلى صدره متوسلا منها السماح..
ويقال بأن الرجل ظل يحتفظ بذلك الصندوق الذهبي بجانب سريره لسنوات طوال..
وكلما أحس بالإحباط كان يعمد إلى الصندوق فيخرج منه تلك القبلات المتخيلة
ويتذكر حب تلك الطفلة التي كانت قد وضعته هناك.
وفي الحقيقة فإن كلا منا نحن البشر أعطي صندوقا ذهبيا مملوءا بحب غير مشروط..
وقبلات من أطفالنا وأفراد عائلاتنا وأصدقائنا ومعارفنا..
وليس بوسع إنسان أن يمتلك ما هو أغلى أو أثمن من ذلك الحب.