السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال تعالى: " وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَ أَبْقَىٰ "
هذه الآية تبين أن أعظم ما يحول بين المرء و بين ربه النظر في ملذات الدنيا، و هذه الدنيا من حقارتها على الله أنه لم يأذن بالمعصية إلا فيها، و لو كانت تزن عند الله جل وعلى جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء، و هي على اسمها "دنيا" أي نازلة و التعلق بها تعلقا كاملا و جعلها في القلب من أعظم ما يحول بين العبد و بين ما يريده عند الله من الشرف العظيم و الجنة و المآل الكريم
و قد حمى الله جل وعلى أنبياءه و رسله منها، فمن أعطاه الله منها كسليمان و داوود عليهما السلام جعلها لهما عونا على طاعته كأصحاب المال و الثراء من أصحاب نبينا صلى الله عليه و سلم، لكنها في الجملة لا ينبغي أن تستقر محبتها في القلب، و نبينا عليه الصلاة و السلام خُيّر ما بين أن يكون نبيا ملكا أو يكون نبيا عبدا فاختار الثانية، و اختياره للثانية يعني أنه سيُبتَلى فيلتزم بها، فلما كانت تأتيه الغنائم لم يكن له منها حظ و لا نصيب صلوات الله و سلامه عليه إلا بقدر ما يقوت به أهله و إذا جلس يقول: "أَجْلِسُ كما يجلس العبد" و يأكل يأخذ الذراع فــيَـــنهَسُها نهسا –فعل من هو متشوق إليها لا من هو متعود عليها- و يدخل عليه عمر و قد أثّر الحصير عليه فيحزن شفقة عليه و يذكر كسرى و قيصر و ما هما فيه فيقول -صلى الله عليه و سلم- : أفي شك أنت يا بن الخطاب، أولئك أقوام عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا
و التعلق بالدنيا يحول بين المرء و بين حتى معالي الأمور لأن من يروم مجدا لا ينبغي أن يتعلق بالدنيا، لأن التعلق بالدنيا يورث أمرين، يورث الجبن و يورث الحرص و هو الطمع، و من كان حريصا أو جبانا لا يمكن أن يسود
لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر و الإقدام قتال
لكن من طلب معالي الأمور لابد أن ينزع الدنيا من نفسه، يجعلها مطية لما يريد و لا يجعلها في ذاتها غاية، و انظر لمن عبد الدينار و الدرهم و تعلق بهما كيف أحوالهما، و اخفاض سوق الأسهم في الزمن القريب أكبر دليل على تعلق فئام كثير من الدنيا، صحيح أن الإنسان لا يتحمل الخسارة إذا وقعت، لا يلام الناس و يُعاتَـبون عتابا قاسيا لكن لا ينبغي للعاقل أن يتعلق بها تعلقا من و العياذ بالله يصل في مراحل حياته أن الرزق له طريق واحد، و الله يُعَلم عباده و يؤدبهم فيقول:" أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ ۚ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ" و من عرف الله جل وعلى حق المعرفة علم أن أسباب الرزق و العطاء ليست أبدا محصورة في طريق واحد لكنها من رازق واحد هو الله. فالله يقول لنبيه صلى الله عليه و سلم :" لا تمدن عينيك" و هذا يلزم من خلاله أن لا يقلب طرفه كثيرا في متاع الحياة الدنيا قدر الإمكان
" وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" و لماذا قال الله زهرة لأن الزهرة يراها السامعون التالون للقرآن فيرون أنها ما تلبث أن تظهر حتى قليلا تذبل و تنتهي، قال بعض الصالحين: إنما الدنيا زهرة حائلة و نعمة زائلة.
ما كان لك سيأتيك على ضعفك و ما لم يكن لك لن تناله بقوتك.
"وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى" يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم لا تنشغل بما وعدناك فيه عما طلبناه منك، فالله تعالى وعد عباده الرزق و طلب منهم العبادة. و لا يعني هذا أن يبقى الإنسان قعيدا في بيته و لكن يسعى بقدر و إذا أعطي من الدنيا لا ينبغي أن تقع في قلبه موقعا متأصلا جدا يخرجه عن طاعة الله جل و على.
للشيخ صالح المغامسي
قال تعالى: " وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَ أَبْقَىٰ "
هذه الآية تبين أن أعظم ما يحول بين المرء و بين ربه النظر في ملذات الدنيا، و هذه الدنيا من حقارتها على الله أنه لم يأذن بالمعصية إلا فيها، و لو كانت تزن عند الله جل وعلى جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء، و هي على اسمها "دنيا" أي نازلة و التعلق بها تعلقا كاملا و جعلها في القلب من أعظم ما يحول بين العبد و بين ما يريده عند الله من الشرف العظيم و الجنة و المآل الكريم
و قد حمى الله جل وعلى أنبياءه و رسله منها، فمن أعطاه الله منها كسليمان و داوود عليهما السلام جعلها لهما عونا على طاعته كأصحاب المال و الثراء من أصحاب نبينا صلى الله عليه و سلم، لكنها في الجملة لا ينبغي أن تستقر محبتها في القلب، و نبينا عليه الصلاة و السلام خُيّر ما بين أن يكون نبيا ملكا أو يكون نبيا عبدا فاختار الثانية، و اختياره للثانية يعني أنه سيُبتَلى فيلتزم بها، فلما كانت تأتيه الغنائم لم يكن له منها حظ و لا نصيب صلوات الله و سلامه عليه إلا بقدر ما يقوت به أهله و إذا جلس يقول: "أَجْلِسُ كما يجلس العبد" و يأكل يأخذ الذراع فــيَـــنهَسُها نهسا –فعل من هو متشوق إليها لا من هو متعود عليها- و يدخل عليه عمر و قد أثّر الحصير عليه فيحزن شفقة عليه و يذكر كسرى و قيصر و ما هما فيه فيقول -صلى الله عليه و سلم- : أفي شك أنت يا بن الخطاب، أولئك أقوام عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا
و التعلق بالدنيا يحول بين المرء و بين حتى معالي الأمور لأن من يروم مجدا لا ينبغي أن يتعلق بالدنيا، لأن التعلق بالدنيا يورث أمرين، يورث الجبن و يورث الحرص و هو الطمع، و من كان حريصا أو جبانا لا يمكن أن يسود
لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر و الإقدام قتال
لكن من طلب معالي الأمور لابد أن ينزع الدنيا من نفسه، يجعلها مطية لما يريد و لا يجعلها في ذاتها غاية، و انظر لمن عبد الدينار و الدرهم و تعلق بهما كيف أحوالهما، و اخفاض سوق الأسهم في الزمن القريب أكبر دليل على تعلق فئام كثير من الدنيا، صحيح أن الإنسان لا يتحمل الخسارة إذا وقعت، لا يلام الناس و يُعاتَـبون عتابا قاسيا لكن لا ينبغي للعاقل أن يتعلق بها تعلقا من و العياذ بالله يصل في مراحل حياته أن الرزق له طريق واحد، و الله يُعَلم عباده و يؤدبهم فيقول:" أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ ۚ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ" و من عرف الله جل وعلى حق المعرفة علم أن أسباب الرزق و العطاء ليست أبدا محصورة في طريق واحد لكنها من رازق واحد هو الله. فالله يقول لنبيه صلى الله عليه و سلم :" لا تمدن عينيك" و هذا يلزم من خلاله أن لا يقلب طرفه كثيرا في متاع الحياة الدنيا قدر الإمكان
" وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" و لماذا قال الله زهرة لأن الزهرة يراها السامعون التالون للقرآن فيرون أنها ما تلبث أن تظهر حتى قليلا تذبل و تنتهي، قال بعض الصالحين: إنما الدنيا زهرة حائلة و نعمة زائلة.
ما كان لك سيأتيك على ضعفك و ما لم يكن لك لن تناله بقوتك.
"وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى" يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم لا تنشغل بما وعدناك فيه عما طلبناه منك، فالله تعالى وعد عباده الرزق و طلب منهم العبادة. و لا يعني هذا أن يبقى الإنسان قعيدا في بيته و لكن يسعى بقدر و إذا أعطي من الدنيا لا ينبغي أن تقع في قلبه موقعا متأصلا جدا يخرجه عن طاعة الله جل و على.
للشيخ صالح المغامسي