رؤية الحركة لنفسها
وتعتبر الجماعة الأحمدية نفسها حركة إسلامية تجديدية [9][10][11] وقد نشأت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي في شبه القارة الهندية. يشار إلى أتباع الجماعة الأحمدية بالأحمديين أو المسلمين الأحمديين، مؤسسها هو ميرزا غلام أحمد القأدياني (1835-1908)، نسبة إلى بلدة قاديان، في إقليم البنجاب في الهند، حيث وضع أسس جماعته في 23 من مارس عام 1889 وسماها الجماعة الإسلامية الأحمدية. ادعى ميرزا غلام أحمد بأنه مجدد القرن الرابع عشر الهجري، وبأنه المسيح الموعود والمهدي المنتظر من قِبل المسلمين، [12][13] [14] ذلك المصلح الذي تنبأت بمجيئه جميع الديانات العالمية بما فيها الإسلام في المرحلة التي وُصِفت بأنها آخر الزمان، حيث من المفترض له أن يحقق النصر النهائي للدين الإسلامي وفق النبوءات الإسلامية أيضاً. إن الفكر الأحمدي يشدّد على الاعتقاد بأن الإسلام هو الديانة السماوية الأخيرة للبشرية جمعاء والتي نزلت على النبي محمد. ويشدد على أهمية استعادة جوهره الحقيقي وشكله الأصلي، الذي أصبح مبهماً على مدى القرون الماضية. وبذلك ترى الجماعة الأحمدية نفسها رائدةً في مجال إحياء الدين الإسلامي ونشره بطرق سِلمية. [15]
ويعتبرون أنفسهم جماعة دينية غير سياسية وهدفها التجديد في الإسلام وتقول بأنها تسعى لنشر الدين بوسائل سلمية عن طريق ترجمة القرآن إلى لغات عدة بلغت بحسب مصادر الجماعة 52 لغة عبر العالم. وتؤكد مصادر الجماعة الأحمدية أنها لا علاقة لها بالسياسة وتتعمد إبعاد الدين عن السياسة كما تؤكد أيضا أنها وأتباعها لن تقود أو تشارك في أي خروج على حكومة أي بلد تواجدت فيها.
[عدل]بداياتهم
كان أول ظهور لهذه الجماعة في الهند وتحديدا في بلدة قأديان إحدى قرى مقاطعة البنجاب الهندية وذلك عام 1889 على يد ميرزا غلام احمد الذي عاش في الفترة من 1835-1908 والذي قال عن نفسه "انه المسيح الموعود والمهدي المنتظر الذي بشر بأنه يأتي في آخر الزمان[16] وقد استمر في دعوته حتى وفاته في العام 1908 ليخلفه 5 من (خلفاء الأحمدية) حتى الآن. تولى خلافة الأحمدية مؤخرا خليفتهم الخامس ميرزا مسرور أحمد والمقيم في لندن حاليا.
ويعود تاريخ عائلة مؤسس الأحمدية إلى أصول فارسية، ويعتبر لقب ميرزا بمثابة لقب تكريمي، وكان أجداده قد تركوا خراسان الفارسية في القرن السادس عشر الميلادي في عهد الملك بابر مؤسس الحكومة المغولية في الهند.
[عدل]الانتشار
يعيش الأحمديون في كل البلدان التي يوجد بها مهاجرون من شبه القارة الهندية، حيث إن الاضطهاد الشديد والقمع المنظم تجاه هذه الجماعة في عدد من الدول الإسلامية حذت بالعديد من أفرادها الأحمديين للهجرة والاستقرار في بقاع أخرى من العالم. [17]. وتعتبر الجماعة الأحمدية من أولى الجماعات المسلمة التي وصلت إلى بريطانيا والبلدان الغربية الأخرى. [15] وللأحمديين نشاط كبير في أفريقيا، وفي بعض الدول الغربية، ولهم في أفريقيا وحدها مايزيد عن خمسة آلاف مرشد وداعية متفرغين لدعوة الناس إلى الأحمدية.[بحاجة لمصدر]
بعد وفاة الحاج مولانا حافظ حکیم نور الدین - الخليفة الأول لمؤسسها - انقسمت الجماعة إلى فرعين: الحركة الأحمدية في لاهور وجماعة المسلمين الأحمدية.
نشط الأحمديون في الدعوة إلى مذهبهم بوسائل عدة. ويوجد في بريطانيا قناة فضائية باسم التلفزيون الإسلامي يديرها الأحمدية.
[عدل]العقيدة
يعد الأحمديون أنفسهم مسلمين[18]، يؤمنون بالقرآن[19] وبأركان الإيمان جميعها: بالله[20] وملائكته[21] وكتبه ورسله وبالبعث والحساب[22][23]، وبأركان الإسلام كلها؛ وبأن من غيّر شيءًا فيها فقد خرج من الدين. وتؤمن الجماعة الإسلامية الأحمدية بأن ميرزا غلام أحمد مبعوث من الله سبحانه وتعالى، مثيلاً لعيسى عليه السلام ليضع الحروب الدينية، مُديناً ومستنكراً سفك الدماء، معيداً أسس الأخلاق والعدالة والسلام إلى العالم، ويؤمنون بأنه سيخلص الإسلام من الأفكار والممارسات المتعصبة، ليعيده إلى شكله الحقيقي كما كان في عهد النبي محمد.[24]
يرى الأحمديون أنفسهم مسلمين ويمارسون الدين الإسلامي على شكله الأصلي. ومع ذلك ، فإن بعض المعتقدات الأحمدية تعتبر مخالفةً للفكر الإسلامي التقليدي منذ تأسيس الجماعة، حيث إن الكثير من عامة المسلمين ينظرون إلى الأحمديين على أنهم غير مسلمين نظراً لوجهة نظرهم وقناعاتهم فيما يتعلق بوفاة السيد المسيح وعودته ، وفهمهم للجهاد بشكله السلمي، ووجهة نظر الجماعة لقضية ختم النبوة في تفسيرهم للآية القرآنية مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا .[25]
يعتقد الأحمديون أن مؤسس جماعتهم هو "الإمام المهدي"، جاء مجددًا للدين الإسلامي، ومعنى التجديد عندهم هو إزالة ما تراكم على الدين من غبار عبر القرون، ليعيده ناصعًا نقيًا كما جاء به محمد رسول الإسلام الذي يؤمنون بأنه "عبد الله ورسوله وخاتم النبيين"[26]. كما ادعى ميرزا غلام أحمد أن مجيئه قد بشر به محمد ونبوءات أخرى في مختلف الأديان، وأنه هو المسيح المنتظر، حيث يفسرون أن المسيح المنتظر ليس هو نفسه عيسى ابن مريم الذي يعتقدون أن لم يمت على الصليب (انظر أدناه).
[عدل]عقيدة الأحمدية في الله
يقول مؤسس الأحمدية ميرزا غلام أحمد ما تعريبه:
إن إلهنا هو ذلك الإله الذي هو حيٌّ الآن كما كان حيًّا من قبل، ويتكلم الآن كما كان يتكلم من قبل، ويسمع الآن كما كان يسمع من قبل. إنه لظَنٌّ باطل بأنه سبحانه وتعالى يسمع الآن ولكنه لم يعد يتكلم. كلا، بل إنه يسمع ويتكلم أيضًا. إن صفاته كلها أزلية أبدية، لم تتعطل منها أية صفة قط، ولن تتعطل أبدًا. إنه ذلك الأحد الذي لا شريكَ له، ولا ولدَ له، ولا صاحبةَ له. وإنه ذلك الفريد الذي لا كفوَ له... إنه قريب مع بُعده، وبعيد مع قربه، وإنه يمكن أن يُظهر نفسه لأهل الكشف على سبيل التمثُّل، إلا أنه لا جسمَ له ولا شكلَ.... وإنه على العرش، ولكن لا يمكن القول إنه ليس على الأرض. هو مجمع الصفات الكاملة كلها، ومظهر المحامد الحقة كلها، ومنبع المحاسن كلها، وجامع للقوى كلها، ومبدأ للفيوض كلها، ومرجع للأشياء كلها، ومالك لكل مُلكٍ، ومتصفٌ بكل كمالٍ، ومنـزه عن كل عيب وضعف، ومخصوص بأن يعبده وحده أهلُ الأرض والسماء.[27]
ويقول أيضا:
إن فردوسنا إلهنا، وإن أعظم ملذاتنا في ربنا، لأننا رأيناه ووجَدْنا فيه الحسنَ كله. هذا الكنـز جديرٌ بالاقتناء ولو افتدى الإنسانُ به حياتَه، وهذه الجوهرة حَرِيّةٌ بالشراء ولو ضحّى الإنسان في طلبها كلَّ وجوده. أيها المحرومون، هلمّوا سراعًا إلى هذا الينبوع ليروي عطشكم. إنه ينبوع الحياة الذي ينقذكم. ماذا أفعل وكيف أقرّ هذه البشارة في القلوب؟ وبأي دفٍّ أنادي في الأسواق بأن هذا هو إلهكم حتى يسمع الناس؟ وبأي دواء أعالج حتى تنفتح للسمع آذان الناس؟ إن كنتم لله فتيقنوا أن الله لكم.[28]
[عدل]معتقدات أحمدية مختلفة
[عدل]وفاة عيسى ابن مريم
مقال تفصيلي: عيسى ابن مريم في عقيدة الجماعة الأحمدية (en)
مات عيسى ابن مريم ميتة عادية، فلم يُقتل ولم يُصلب، لكنه هو الذي عُلِّق على الصليب وأنجاه الله من الموت عليه، فأُنْـزِل وهو حيٌّ مغشي عليه، ثم هاجر ولسنين أخرى. كما جاء في دعوى الصلب في القرأن الكريم :"وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا." القرأن الكريم سورة النساء 157-158. من جهة أخرى فالاحمديون يعتقدون أن لا يُسمى مصلوبًا إلا من مات صلبًا، ومن ثم فإن معنى قول الله "شبه لهم") معناه شبه لهم صلبه، أي اشتبه عليهم أنه قد مات على الصليب، وليس معناه شُبه لهم شخص آخر. كما أن المقصود بنـزوله هو مجيء شخص شبيه به من الأمة الإسلامية.[29]
[عدل]ختم النبوة
مقال تفصيلي: ختم النبوة في عقيدة الجماعة الأحمدية (en)
كلمة "خاتم النبيين" تعني أن محمدا هو أفضل الانبياء وأكملهم، وليس آخرهم. وهو مما يوفق في نظرهم بين نبوة مؤسس العقيدة وبين استمرار انتمائهم للإسلام وهنا اختلاف بينهم وبين السنه أيضا في أن السنه يؤمنون ان الرسول هو "خاتم النبيين" الذي لا رسول بعده.[30]
[عدل]الجهاد
مقال تفصيلي: مفهوم الجهاد في عقيدة الجماعة الأحمدية (en)
الجهاد القتالي شرعه الله ردًا لعدوان المعتدين، وليس انتقامًا من أهل الأرض غير المسلمين، فمن سالَمَهم سالَموه ومن حارَبَهم حارَبوه. ويؤمنون بأن الإسلام يكفل الحرية الدينية، وأنه نصّ على أن "لا إكراه في الدين"، فلا يُقتل إلا المرتد المحارب.[31][32] (وهو رأي يقول به بعض فقهاء المسلمين من غير الأحمدية كذلك).
[عدل]استمرار الوحي
مقال تفصيلي :استمرار الوحي في عقيدة الجماعة الأحمدية
[عدل]المسيح الدجال
مقال تفصيلي :الدجال في عقيدة الجماعة الأحمدية
[عدل]وجهة نظر المسلمين وبعض من الناس تجاه الأحمدية
يعتبر معظم المسلمين كلا من أتباع الجماعة الإسلامية الأحمدية والجمعية الأحمدية اللاهورية غير مسلمين وهراطقة، بينما يعتبرهم البعض مسلمين ولكن على ضلال\مبتدعين[من صاحب هذا الرأي؟]، وذلك لعدد من الأسباب، أهمها مسألة ختم النبوة، إذ يعتقدون أن الجماعة الإسلامية الأحمدية لا تعتبر نبي الإسلام محمداً آخر الأنبياء. [33] ولا تقبل الجمعية الأحمدية اللاهورية بهذا الإعتقاد ولا يرى أتباعها ميرزا غلام أحمد نبياً بالمعنى التقليدي. [34] يدعي الأحمديون أن هذا الإعتبار نتيجة لسوء فهم أقوال ميرزا غلام أحمد التي تشير إلى بعثته "بروح محمد” [35] (مشابها لبعثة يوحنا المعمدان بروح إلياس وقوته). [36] يؤمن المسلمون الأحمديون بأن ميرزا غلام أحمد هو الإمام المهدي والمسيح الموعود، بينما يرفض ذلك عامة المسلمين مصرحين بأن ميرزا غلام أحمد لم يكن مصداقا لنبوءات الإمام المهدي وأن لقب المسيح أعطي لعيسى وليس لأحد غيره، لذلك يعتبرون ميرزا غلام أحمد مدعيا كاذبا للنبوة.
عقدت رابطة العالم الإسلامي مؤتمرها السنوي في مكة المكرمة من 14 إلى 18 في شهر ربيع الأول عام 1394هـ الموافق إبريل 1974م، وحضره 140 وفدا ممثلين لدول إسلامية ومنظمات من جميع أنحاء العالم، وأصدر المؤتمر الإعلان التالي:
القاديانية أو الأحمدية: حركة تخريبية ضد الإسلام والعالم الإسلامي، والتي تدعي زورا وخداعا أنها طائفة إسلامية، والتي تختفي بستار الإسلام ومن أجل مصالح دنيوية تسعى وتخطط لتدمير أسس الإسلام [37]
كلتا الحركتين الأحمديتين تُعدان خارجتين عن دائرة الإسلام عند الحكومة الباكستانية، ويُسجل ذلك في وثائق سفرهم. وعلى النقيض من ذلك، فإن الأحمديين المواطنين في دول غربية وبعض الدول الإسلامية يؤدون الحج والعمرة، حيث لا تدرك الحكومة السعودية أنهم أحمديون عند تقدمهم لطلب التأشيرة. وقد أيد قرار محكمة حق الأحمديين لتعريف أنفسهم كمسلمين في الهند. [38] وبما أن معتقدات الجمعية أحمدية اللاهورية بخصوص نبوة ميرزا غلام أحمد أقرب لفكر عامة المسلمين، لذلك وجد فكرهم المنشور قبولا أوسع عند أهل الفكر المسلمين. [39][40]
بعض الجماعات الإسلامية تجمع الحركتين الأحمديتين معا وتشير إليهم بالـ"قاديانيين"، وإلى معتقداتهم بالـ"قاديانية” [41] (نسبة إلى بلدة قاديان، في مقاطعة غوردسبور الواقعة في إقليم البنجاب في الهند، حيث وُلد مؤسسها)، وهي مصطلحات ازدرائية. لكن معظمهم، إن لم يكن كل الأحمديين من الطائفتين، لا يعجبهم هذا المصطلح لأنه قد اكتسب دلالات مهينة على مر السنين، وإضافة لذلك فإنهم يفضلون التفريق بين حركتيهم المنفصلتين. معظم المسلمون لا يستخدمون مصطلح "مسلم" عند الإشارة إلى الأحمديين، مستشهدين بالفتاوى التي أصدرها علماء المسلمين، على الرغم من أن كلتا الطائفتين تشيران إلى أنفسهم بأنهم مسلمون. ومع ذلك، فبما أن أعضاء الجمعية الأحمدية اللاهورية تنكر نبوة ميرز غلام أحمد. [42] في أوقات سابقة في باكستان والهند كان هناك اضطهاد على نطاق واسع للأحمديين من قبل جماعات مسلمة معينة. ولا تزال أعمال عنف متفرقة وكذلك اضطهاد ذو طابع أكثر دهاءا ضد الأحمدية مستمرةً حتى اليوم. [43]
الطائفة الأحمدية محظورة في باكستان منذ عام 1974، ويرى جميع فقهاء السنة والشيعة أن الأحمدية "هراطقة وخارجون على الإسلام"، ويرون أنها حركة نشأت في شبه القارة الهندية بدعم من الاستعمار الإنجليزي بهدف إبعاد المسلمين عن مقاومة الاستعمار البريطاني، وذلك حسب عقيدتهم في الجهاد (المشروحة أعلاه). لذلك فإن أتباع الأحمدية يتعرضون لتضييق حكومي إلى جانب ما يتعرضون له من عموم المسلمين.[44] كذلك ثار في أبريل 2008 في إندونيسيا لغط شعبي حول أتباع الجماعة الأحمدية من الإندونيسيين، ومطالبات بحظر وجودهم.[45][46]
وقد صدرت فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، تقضي بكفر القاديانية، منها المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها[47].
وتعتبر الجماعة الأحمدية نفسها حركة إسلامية تجديدية [9][10][11] وقد نشأت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي في شبه القارة الهندية. يشار إلى أتباع الجماعة الأحمدية بالأحمديين أو المسلمين الأحمديين، مؤسسها هو ميرزا غلام أحمد القأدياني (1835-1908)، نسبة إلى بلدة قاديان، في إقليم البنجاب في الهند، حيث وضع أسس جماعته في 23 من مارس عام 1889 وسماها الجماعة الإسلامية الأحمدية. ادعى ميرزا غلام أحمد بأنه مجدد القرن الرابع عشر الهجري، وبأنه المسيح الموعود والمهدي المنتظر من قِبل المسلمين، [12][13] [14] ذلك المصلح الذي تنبأت بمجيئه جميع الديانات العالمية بما فيها الإسلام في المرحلة التي وُصِفت بأنها آخر الزمان، حيث من المفترض له أن يحقق النصر النهائي للدين الإسلامي وفق النبوءات الإسلامية أيضاً. إن الفكر الأحمدي يشدّد على الاعتقاد بأن الإسلام هو الديانة السماوية الأخيرة للبشرية جمعاء والتي نزلت على النبي محمد. ويشدد على أهمية استعادة جوهره الحقيقي وشكله الأصلي، الذي أصبح مبهماً على مدى القرون الماضية. وبذلك ترى الجماعة الأحمدية نفسها رائدةً في مجال إحياء الدين الإسلامي ونشره بطرق سِلمية. [15]
ويعتبرون أنفسهم جماعة دينية غير سياسية وهدفها التجديد في الإسلام وتقول بأنها تسعى لنشر الدين بوسائل سلمية عن طريق ترجمة القرآن إلى لغات عدة بلغت بحسب مصادر الجماعة 52 لغة عبر العالم. وتؤكد مصادر الجماعة الأحمدية أنها لا علاقة لها بالسياسة وتتعمد إبعاد الدين عن السياسة كما تؤكد أيضا أنها وأتباعها لن تقود أو تشارك في أي خروج على حكومة أي بلد تواجدت فيها.
[عدل]بداياتهم
كان أول ظهور لهذه الجماعة في الهند وتحديدا في بلدة قأديان إحدى قرى مقاطعة البنجاب الهندية وذلك عام 1889 على يد ميرزا غلام احمد الذي عاش في الفترة من 1835-1908 والذي قال عن نفسه "انه المسيح الموعود والمهدي المنتظر الذي بشر بأنه يأتي في آخر الزمان[16] وقد استمر في دعوته حتى وفاته في العام 1908 ليخلفه 5 من (خلفاء الأحمدية) حتى الآن. تولى خلافة الأحمدية مؤخرا خليفتهم الخامس ميرزا مسرور أحمد والمقيم في لندن حاليا.
ويعود تاريخ عائلة مؤسس الأحمدية إلى أصول فارسية، ويعتبر لقب ميرزا بمثابة لقب تكريمي، وكان أجداده قد تركوا خراسان الفارسية في القرن السادس عشر الميلادي في عهد الملك بابر مؤسس الحكومة المغولية في الهند.
[عدل]الانتشار
يعيش الأحمديون في كل البلدان التي يوجد بها مهاجرون من شبه القارة الهندية، حيث إن الاضطهاد الشديد والقمع المنظم تجاه هذه الجماعة في عدد من الدول الإسلامية حذت بالعديد من أفرادها الأحمديين للهجرة والاستقرار في بقاع أخرى من العالم. [17]. وتعتبر الجماعة الأحمدية من أولى الجماعات المسلمة التي وصلت إلى بريطانيا والبلدان الغربية الأخرى. [15] وللأحمديين نشاط كبير في أفريقيا، وفي بعض الدول الغربية، ولهم في أفريقيا وحدها مايزيد عن خمسة آلاف مرشد وداعية متفرغين لدعوة الناس إلى الأحمدية.[بحاجة لمصدر]
بعد وفاة الحاج مولانا حافظ حکیم نور الدین - الخليفة الأول لمؤسسها - انقسمت الجماعة إلى فرعين: الحركة الأحمدية في لاهور وجماعة المسلمين الأحمدية.
نشط الأحمديون في الدعوة إلى مذهبهم بوسائل عدة. ويوجد في بريطانيا قناة فضائية باسم التلفزيون الإسلامي يديرها الأحمدية.
[عدل]العقيدة
يعد الأحمديون أنفسهم مسلمين[18]، يؤمنون بالقرآن[19] وبأركان الإيمان جميعها: بالله[20] وملائكته[21] وكتبه ورسله وبالبعث والحساب[22][23]، وبأركان الإسلام كلها؛ وبأن من غيّر شيءًا فيها فقد خرج من الدين. وتؤمن الجماعة الإسلامية الأحمدية بأن ميرزا غلام أحمد مبعوث من الله سبحانه وتعالى، مثيلاً لعيسى عليه السلام ليضع الحروب الدينية، مُديناً ومستنكراً سفك الدماء، معيداً أسس الأخلاق والعدالة والسلام إلى العالم، ويؤمنون بأنه سيخلص الإسلام من الأفكار والممارسات المتعصبة، ليعيده إلى شكله الحقيقي كما كان في عهد النبي محمد.[24]
يرى الأحمديون أنفسهم مسلمين ويمارسون الدين الإسلامي على شكله الأصلي. ومع ذلك ، فإن بعض المعتقدات الأحمدية تعتبر مخالفةً للفكر الإسلامي التقليدي منذ تأسيس الجماعة، حيث إن الكثير من عامة المسلمين ينظرون إلى الأحمديين على أنهم غير مسلمين نظراً لوجهة نظرهم وقناعاتهم فيما يتعلق بوفاة السيد المسيح وعودته ، وفهمهم للجهاد بشكله السلمي، ووجهة نظر الجماعة لقضية ختم النبوة في تفسيرهم للآية القرآنية مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا .[25]
يعتقد الأحمديون أن مؤسس جماعتهم هو "الإمام المهدي"، جاء مجددًا للدين الإسلامي، ومعنى التجديد عندهم هو إزالة ما تراكم على الدين من غبار عبر القرون، ليعيده ناصعًا نقيًا كما جاء به محمد رسول الإسلام الذي يؤمنون بأنه "عبد الله ورسوله وخاتم النبيين"[26]. كما ادعى ميرزا غلام أحمد أن مجيئه قد بشر به محمد ونبوءات أخرى في مختلف الأديان، وأنه هو المسيح المنتظر، حيث يفسرون أن المسيح المنتظر ليس هو نفسه عيسى ابن مريم الذي يعتقدون أن لم يمت على الصليب (انظر أدناه).
[عدل]عقيدة الأحمدية في الله
يقول مؤسس الأحمدية ميرزا غلام أحمد ما تعريبه:
إن إلهنا هو ذلك الإله الذي هو حيٌّ الآن كما كان حيًّا من قبل، ويتكلم الآن كما كان يتكلم من قبل، ويسمع الآن كما كان يسمع من قبل. إنه لظَنٌّ باطل بأنه سبحانه وتعالى يسمع الآن ولكنه لم يعد يتكلم. كلا، بل إنه يسمع ويتكلم أيضًا. إن صفاته كلها أزلية أبدية، لم تتعطل منها أية صفة قط، ولن تتعطل أبدًا. إنه ذلك الأحد الذي لا شريكَ له، ولا ولدَ له، ولا صاحبةَ له. وإنه ذلك الفريد الذي لا كفوَ له... إنه قريب مع بُعده، وبعيد مع قربه، وإنه يمكن أن يُظهر نفسه لأهل الكشف على سبيل التمثُّل، إلا أنه لا جسمَ له ولا شكلَ.... وإنه على العرش، ولكن لا يمكن القول إنه ليس على الأرض. هو مجمع الصفات الكاملة كلها، ومظهر المحامد الحقة كلها، ومنبع المحاسن كلها، وجامع للقوى كلها، ومبدأ للفيوض كلها، ومرجع للأشياء كلها، ومالك لكل مُلكٍ، ومتصفٌ بكل كمالٍ، ومنـزه عن كل عيب وضعف، ومخصوص بأن يعبده وحده أهلُ الأرض والسماء.[27]
ويقول أيضا:
إن فردوسنا إلهنا، وإن أعظم ملذاتنا في ربنا، لأننا رأيناه ووجَدْنا فيه الحسنَ كله. هذا الكنـز جديرٌ بالاقتناء ولو افتدى الإنسانُ به حياتَه، وهذه الجوهرة حَرِيّةٌ بالشراء ولو ضحّى الإنسان في طلبها كلَّ وجوده. أيها المحرومون، هلمّوا سراعًا إلى هذا الينبوع ليروي عطشكم. إنه ينبوع الحياة الذي ينقذكم. ماذا أفعل وكيف أقرّ هذه البشارة في القلوب؟ وبأي دفٍّ أنادي في الأسواق بأن هذا هو إلهكم حتى يسمع الناس؟ وبأي دواء أعالج حتى تنفتح للسمع آذان الناس؟ إن كنتم لله فتيقنوا أن الله لكم.[28]
[عدل]معتقدات أحمدية مختلفة
[عدل]وفاة عيسى ابن مريم
مقال تفصيلي: عيسى ابن مريم في عقيدة الجماعة الأحمدية (en)
مات عيسى ابن مريم ميتة عادية، فلم يُقتل ولم يُصلب، لكنه هو الذي عُلِّق على الصليب وأنجاه الله من الموت عليه، فأُنْـزِل وهو حيٌّ مغشي عليه، ثم هاجر ولسنين أخرى. كما جاء في دعوى الصلب في القرأن الكريم :"وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا." القرأن الكريم سورة النساء 157-158. من جهة أخرى فالاحمديون يعتقدون أن لا يُسمى مصلوبًا إلا من مات صلبًا، ومن ثم فإن معنى قول الله "شبه لهم") معناه شبه لهم صلبه، أي اشتبه عليهم أنه قد مات على الصليب، وليس معناه شُبه لهم شخص آخر. كما أن المقصود بنـزوله هو مجيء شخص شبيه به من الأمة الإسلامية.[29]
[عدل]ختم النبوة
مقال تفصيلي: ختم النبوة في عقيدة الجماعة الأحمدية (en)
كلمة "خاتم النبيين" تعني أن محمدا هو أفضل الانبياء وأكملهم، وليس آخرهم. وهو مما يوفق في نظرهم بين نبوة مؤسس العقيدة وبين استمرار انتمائهم للإسلام وهنا اختلاف بينهم وبين السنه أيضا في أن السنه يؤمنون ان الرسول هو "خاتم النبيين" الذي لا رسول بعده.[30]
[عدل]الجهاد
مقال تفصيلي: مفهوم الجهاد في عقيدة الجماعة الأحمدية (en)
الجهاد القتالي شرعه الله ردًا لعدوان المعتدين، وليس انتقامًا من أهل الأرض غير المسلمين، فمن سالَمَهم سالَموه ومن حارَبَهم حارَبوه. ويؤمنون بأن الإسلام يكفل الحرية الدينية، وأنه نصّ على أن "لا إكراه في الدين"، فلا يُقتل إلا المرتد المحارب.[31][32] (وهو رأي يقول به بعض فقهاء المسلمين من غير الأحمدية كذلك).
[عدل]استمرار الوحي
مقال تفصيلي :استمرار الوحي في عقيدة الجماعة الأحمدية
[عدل]المسيح الدجال
مقال تفصيلي :الدجال في عقيدة الجماعة الأحمدية
[عدل]وجهة نظر المسلمين وبعض من الناس تجاه الأحمدية
يعتبر معظم المسلمين كلا من أتباع الجماعة الإسلامية الأحمدية والجمعية الأحمدية اللاهورية غير مسلمين وهراطقة، بينما يعتبرهم البعض مسلمين ولكن على ضلال\مبتدعين[من صاحب هذا الرأي؟]، وذلك لعدد من الأسباب، أهمها مسألة ختم النبوة، إذ يعتقدون أن الجماعة الإسلامية الأحمدية لا تعتبر نبي الإسلام محمداً آخر الأنبياء. [33] ولا تقبل الجمعية الأحمدية اللاهورية بهذا الإعتقاد ولا يرى أتباعها ميرزا غلام أحمد نبياً بالمعنى التقليدي. [34] يدعي الأحمديون أن هذا الإعتبار نتيجة لسوء فهم أقوال ميرزا غلام أحمد التي تشير إلى بعثته "بروح محمد” [35] (مشابها لبعثة يوحنا المعمدان بروح إلياس وقوته). [36] يؤمن المسلمون الأحمديون بأن ميرزا غلام أحمد هو الإمام المهدي والمسيح الموعود، بينما يرفض ذلك عامة المسلمين مصرحين بأن ميرزا غلام أحمد لم يكن مصداقا لنبوءات الإمام المهدي وأن لقب المسيح أعطي لعيسى وليس لأحد غيره، لذلك يعتبرون ميرزا غلام أحمد مدعيا كاذبا للنبوة.
عقدت رابطة العالم الإسلامي مؤتمرها السنوي في مكة المكرمة من 14 إلى 18 في شهر ربيع الأول عام 1394هـ الموافق إبريل 1974م، وحضره 140 وفدا ممثلين لدول إسلامية ومنظمات من جميع أنحاء العالم، وأصدر المؤتمر الإعلان التالي:
القاديانية أو الأحمدية: حركة تخريبية ضد الإسلام والعالم الإسلامي، والتي تدعي زورا وخداعا أنها طائفة إسلامية، والتي تختفي بستار الإسلام ومن أجل مصالح دنيوية تسعى وتخطط لتدمير أسس الإسلام [37]
كلتا الحركتين الأحمديتين تُعدان خارجتين عن دائرة الإسلام عند الحكومة الباكستانية، ويُسجل ذلك في وثائق سفرهم. وعلى النقيض من ذلك، فإن الأحمديين المواطنين في دول غربية وبعض الدول الإسلامية يؤدون الحج والعمرة، حيث لا تدرك الحكومة السعودية أنهم أحمديون عند تقدمهم لطلب التأشيرة. وقد أيد قرار محكمة حق الأحمديين لتعريف أنفسهم كمسلمين في الهند. [38] وبما أن معتقدات الجمعية أحمدية اللاهورية بخصوص نبوة ميرزا غلام أحمد أقرب لفكر عامة المسلمين، لذلك وجد فكرهم المنشور قبولا أوسع عند أهل الفكر المسلمين. [39][40]
بعض الجماعات الإسلامية تجمع الحركتين الأحمديتين معا وتشير إليهم بالـ"قاديانيين"، وإلى معتقداتهم بالـ"قاديانية” [41] (نسبة إلى بلدة قاديان، في مقاطعة غوردسبور الواقعة في إقليم البنجاب في الهند، حيث وُلد مؤسسها)، وهي مصطلحات ازدرائية. لكن معظمهم، إن لم يكن كل الأحمديين من الطائفتين، لا يعجبهم هذا المصطلح لأنه قد اكتسب دلالات مهينة على مر السنين، وإضافة لذلك فإنهم يفضلون التفريق بين حركتيهم المنفصلتين. معظم المسلمون لا يستخدمون مصطلح "مسلم" عند الإشارة إلى الأحمديين، مستشهدين بالفتاوى التي أصدرها علماء المسلمين، على الرغم من أن كلتا الطائفتين تشيران إلى أنفسهم بأنهم مسلمون. ومع ذلك، فبما أن أعضاء الجمعية الأحمدية اللاهورية تنكر نبوة ميرز غلام أحمد. [42] في أوقات سابقة في باكستان والهند كان هناك اضطهاد على نطاق واسع للأحمديين من قبل جماعات مسلمة معينة. ولا تزال أعمال عنف متفرقة وكذلك اضطهاد ذو طابع أكثر دهاءا ضد الأحمدية مستمرةً حتى اليوم. [43]
الطائفة الأحمدية محظورة في باكستان منذ عام 1974، ويرى جميع فقهاء السنة والشيعة أن الأحمدية "هراطقة وخارجون على الإسلام"، ويرون أنها حركة نشأت في شبه القارة الهندية بدعم من الاستعمار الإنجليزي بهدف إبعاد المسلمين عن مقاومة الاستعمار البريطاني، وذلك حسب عقيدتهم في الجهاد (المشروحة أعلاه). لذلك فإن أتباع الأحمدية يتعرضون لتضييق حكومي إلى جانب ما يتعرضون له من عموم المسلمين.[44] كذلك ثار في أبريل 2008 في إندونيسيا لغط شعبي حول أتباع الجماعة الأحمدية من الإندونيسيين، ومطالبات بحظر وجودهم.[45][46]
وقد صدرت فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، تقضي بكفر القاديانية، منها المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها[47].