المسألة الثانية:
وهي صيام ثلاثة أيام من كل شهر والأيام البيض:
1- بالنسبة لصيام ثلاثة أيام من كل شهر: فقد استحب هذا عامة أهل العلم كما ذكر ذلك ابن قدامة – رحمه الله تعالة – في الشرح الكبير [3/ 94]: صيام ثلاثة أيام من كل شهر مستحب لا نعلم فيه خلافاً. وقد اتفقت عليه المذاهب الفقهية :الحنفية:فتح القدير للكمال ابن الهمام [2/303]، والمالكية:الشرح الكبير للدردير[1/517]، والشافعية: مغني المحتاج للشربيني الخطيب [1/447]، والحنابلة : المغني لإبن قدامة[3/59]، والظاهرية:المحلى[ 7/17].
** والأدلة في ذلك :
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر)). أخرجه البخاري ومسلم.
2- عن معاذة العدوية أنها سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: ((أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهرٍ ثلاثة أيام؟ قالت: نعم. فقلت لها: من أي أيام الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم)). أخرجه مسلم.
3- عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صيام ثلاثة أيامٍ من كل شهر، صيام الدهر وإفطاره)) رواه أحمد والدارمي بلفظ:"صيام البيض" بدلاً من "صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وابن حبان والطبراني بنحوه وغيره وقد صححه العيني في عمدة القاري وصحح إسناده السفاريني في ثلاثيات المسند.
2- أما الأيام البيض:
** فالمقصود بها:
الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهرعربي.
** سبب التسمية:
وسميت الأيام البيض بذلك لأنها تبيض بطلوع القمر من أولها لآخرها لتكامل الهلال وشدة البياض فيها:"مغني المحتاج للشربيني الخطيب[1/447]، ويصح أن تقول أيام البيض أو الأيام البيض كما في فتح الباري لإبن حجر[4/226].
** قول أهل العلم فيها:
استحب جمهور أهل العلم من الحنفية :المبسوط للسرخسي[11/417]، والشافعية:المجموع للنووي:[6/385]، والحنابلة: المغني لإبن قدامة[3/59]، وجماعةٌ من المالكية: الكافي لإبن عبدالبر[1/129] أن يكون صيام ثلاثة أيامٍ من كل شهر في الأيام البِيض.
**الأدلة:
واستشهدوا بحديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم أوصاه بصيام أيام البيض: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر.
وروي عن موسى الهذلي قال: ((سألت ابن عباس عن صيام ثلاثة أيام البيض، فقال: كان عمر يصومهن))أخرجه الحارث في مسنده كما في المطالب العالية:[6/208]، وبغية الباحث للهيثمي:[1/219]، وابن جرير في تهذيب الآثار:[2/856]، والحديث قال عنه النيسابوري في شرح ابن ماجه لمغلطاي:[1/647]:هذا حديث تام حسن، وقال ابن حجر في إتحاف الخيرة المهرة:[1/107]:رجاله ثقات.
يتبع ....