[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أريد منكم أن تعيروني أذهانكم لكي تصلكم الفكرة التي أود إيصالها، هل لاحظتم لما دوما في الروايات الناجحة والافلام والمسلسلات بل والحكايات الإسطورية من العهد القديم، يكون عنصر الموت فيه عامل رئيسي متجذر في أصل الحكاية، ولما العمل الذي يحتوي على تضحية أو موت سوداوي دوما ما يجذب المتابعين ويرفع من تقييم العمل ...
ببساطة لأن الموت هو الطريق إلى الكمال والخلود، الموت هو أداة الكاتب لتخليد ذكرى ما، أو إنهاء جيل وخلق جيل جديد، الموت هو أداة الكاتب في حفر تلك المشاهد المؤلمة في نفوس كل المتابعين، وهو من جهة أخرى الطريقة الأفضل لتجنب أي خطأ روائي ...
.
دعونا نسقط الحديث على إنمي معين ونطبقه عليه، وليكن إنمي ناروتو، الذي يعد من أكثر الانميات التي تتمتع بهذه الأيديولوجيا، عندما تتراكم لدى الكاتب شخصيات عدة ولم يعد من المستطاع أن يضعها جميعها في أدوار لائقة حسب ما سطره قلمه في مستقبل القصة، فسيكون أمامه خياران إما أن يبقي عليها ويهمش دورها على حساب ظهور شخصيات أخرى، وإظهارها بمظهر لم يعتاد المشاهد على رؤيته وهذا خطأ فادح سوف يخسف بتقيم الحكاية، أو يستخدم تلك الشخصيات التي كانت في يوم ما من أجزاء الحكاية ذات أهمية كبوابة عبور إلى الأحداث القادمة عن طريق موتهم في مشاهد خالدة، تذكر دوما بما كانوا عليه من أهمية. وهذه نقطة كان ناروتو يتمتع بها بشكل مقبول إلى حد ما، حتى جاء الجيل الجديد ووقع في الخطأ "بوروتو" ...
بوروتو الآن يتحدث عن الجيل الجديد للنينجا، وتركيز الكاتب على الجيل الجديد هو ما سيجعل القصة تخرج من ثوب ناروتو، لكن هل طريقة التعامل مع شخصيات الجيل القديم طريقة صائبة؟ هل وجود كاكاشي وتسونادي والعشرات من الشخصيات من الجيل القديم بهذا المظهر المثير للشفقة لا يعتبر إساءة لتاريخهم؟ وهو إساءة وأكبر إساءة وأعظم طريقة لخروجهم من سيناريو القصة هو جعلهم كبوابة عبور نحو جيل المستقبل عن طريق تضحية تليق بهم وتخلد اسمائهم بحروف من ذهب !
.
نأتي الآن إلى معضلة ون بيس، إن سألت اي متابع للعمل عن أفضل حدث لديك، فسيكون جواب الأغلبية هو المارين فورد، كان يعرف ذلك أم لا يعرف، فإن السبب الحقيقي وراء رساخة ذلك الحدث في عقله وقلبه هو الموت الذي حدث فيه، وهنا اتحدث عن موت نيوغيت وآيس، فحين تمتلىء السفينة بالأشخاص فلابد للتضحية للنجاة، فلو لم يضحي صاحب الحوت بنفسه لما كنا نسمع عن قصته الخالدة في التاريخ إلى الآن ...
ون بيس أصبح يعج بشخصيات لا حصر لها، من أفراد الطاقم والسوبر نوفا، واليونكو والبحرية، وعدم إعتماد الكاتب على تقليص ذلك العدد بطريقة التضحية، فإننا نرى المظاهر المثيرة للسخرية لدى العديد من تلك الشخصيات، فإن خرجنا من حدث أونيغاشيما ولم يمت أي من الاغماد فإن قصة أودين ودرامة قصته قد فشلت، وإن لم يمت كايدو وتم حبسه في الامبل داون فإن أسطورة أقوى مخلوق ستتلطخ بالوحل، وإن بقوا السوبر نوفا الإثنا عشر بدون أن يتقلص عددهم فإن قادة العالم الجديد كما يقال مجرد مهزلة ليس لها وجود، ننتظر ونرى كيف سيتعامل الكاتب إودا مع هذه المعضلة في قصته !
.
.
.