+
----
-
فوائد الذكر
ذكر الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه القيم الوابل الصيب ذكر للذكر أكثر من سبعين فائدة:
1-منها: أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
2- ومنها أنها يقوي القلب ، والبدن ، وينير الوجه والقلب ، ويجلب الرزق .
3- ومنها أنه يكسوا الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة ، ويورثه المحبة التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين ومدار السعادة والنجاة .
4-
ومنها أنه يورث المراقبة حتى يدخل العبد في باب الإحسان فيعبد الله كأنه
يراه ويورثه الإنابة والقرب فعلى قدر ذكر العبد لربه يكون قربه منه ، وعلى
قدر غفلته يكون بعده عنه.
5- ومنها أنه يورث ذكر الله للعبد قال تعالى:﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾[البقرة: 152] .
(6-
أنه يورث حياة القلب ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الذكر للقلب كالماء
للسمك ، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء ؟ يختنق يموت فكذلك حال القلب
).
7-(
أنه يورث جلاء القلب من صدأه وكل شيء له صدأ وصدأ القلب الغفلة ، والهوى ،
وجلاءه الذكر ، والتوبة ، والاستغفار ) فقسوة القلب وصدأ القلب جلاءهما
الذكر .
8-( أنه يحط الخطايا ويذهبها فإنه من أعظم الحسنات والحسنات يذهبن السيئات ) ،.
قال:« من قال في يوم وليلة سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر »
9-
( أنه سبب لنزول الرحمة والسكينة كما قال:« وما اجتمع قوم في بيت من بيوت
الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم
الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ».
ومن
فوائد الذكر:10-( أنه سبب لاشتغال اللسان عن الغيبة ، والنميمة ، والكذب
والفحش ، والباطل، فمن عود لسانه ذكر الله صانه عن الباطل ، يعني يصعب عليه
خلاف الذكر ، ومن يبس لسانه عن ذكر تعالى ترطب بالباطل ولا حول ولا قوة
إلا بالله ) أي أنت عندما تذكر الله سيصعب عليك الغيبة والنميمة.
ومنها
من فوائد الذكر: 11_( أنه غراس الجنة كما في الحديث « من قال سبحان الله
العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة » ، ومنها أنه العطاء والفضل الذي
ترتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال).
عن
أبي هريرة أن رسول الله قال: « من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
له الملك وله الحمد وعلى على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر
رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان
يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه » .
فلديك
الباب مفتوح في قوله:« إلا رجل عمل أكثر منه » ولديك التيسير والرحمة
العظيمة جدًا أنه طلب مائة مرة ، والكرم والفضل العظيم أنه رتب على المائة
مرة « عدل عشر رقاب عتق » أي أجر عتق عشر رقاب مائة حسنة زيادة على هذا
محيت عنه مائة سيئة ، حرز من الشيطان ، كل هذا من فضل الله - تبارك وتعالى -
.
12_
(أن دوام ذكر الرب تعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في
معاشه ومعاده ، فإن نسيان الربi يوجب نسيان العبد نفسه ومصالحها، قال
تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ
أَنفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [الحشر: 19] .
ومن
فوائد الذكر:13_ ( أن الذكر شفاء لقسوة القلوب قال رجل للحسن: يا أبا سعيد
أشكو إليك قسوة قلبي ، قال أذبه بالذكر ، وقال مكحول: ذكر الله شفاء وذكر
الناس داء) .
-
14(ومنها أن الذكر يوجب صلاة الله تعالى وملائكته على الذاكر قال تعالى: ﴿
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا
كَثِيرًا*وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا*هُوَ الَّذِي يُصَلِّي
عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى
النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 41 - 43].
ومن
فوائد الذكر:15_( أن الله يباهي بالذاكرين ملائكته كما في حديث أبي سعيد
الخدري وفيه قول النبي لبعض الصحابة:« ما أجلسكم ؟ » قالوا جلسنا نذكر الله
تعالى ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن علينا بك ، قال:« آألله ما أجلسكم
إلا ذاك ؟ » ، قالوا آألله ما أجلسنا إلا ذاك ، قال:« أما إني لم استحلفكم
تهمة لكم ، ولكن أتاني جبريل فأخبرني أن الله - تبارك وتعالى - يباهي بكم
الملائكة ».
ومن
فوائد الذكر:16 ( أن الأعمال شرعت إقامة للذكر ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ
لِذِكْرِي﴾[طه: 14] ، ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾[العنكبوت: 45] ، يقول ابن
تيمية: أي الصلاة لها فائدتين: إقامة الذكر ، والنهي عن الفحشاء والمنكر ،
وإقامة الصلاة للذكر أكبر من نهيها عن الفحشاء والمنكر أكبر أجرًا وأعظم
عند الله - تبارك وتعالى - ، فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر ولما فيها من
ذكر الله أعظم من نهيها عن الفحشاء والمنكر .
ومن
فوائد الذكر:17_ ( أن إدامته تنوب عن الطاعات فعندك الفقراء المهاجرين
اشتكوا لا يوجد مال نفعل عمرة نتصدق فقال لهم النبي:« إلا أعلمكم شيئًا
تدركون به من سبقكم ، وتسبقون به من بعدكم ، ولا أحد يكون أفضل منكم إلا من
صنع مثل ما صنعتم ؟ » قالوا بلى يا رسول الله ، قال:« تسبحون وتحمدون
وتكبرون خلف كل صلاة» ، يكون الإنسان يتصدق بالدينار والدرهم وأنت لا تملك
أنت تشعر بقيمة الدينار والدرهم لأنك فقير ، ولكن الله - تبارك وتعالى -
مسألة الدينار والدرهم هذه عنده ليس مثل عندك أي الأمر عند الله ليس كمثله
عندك ، فعند الله قولك: سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ،
والله أكبر ، أحب إلى الله وخير عند الله مما طلعت عليه الشمس ، فالفقراء
أرادوا أن يدركوا الأغنياء فدلهم النبي على الذكر ، فجاء الأغنياء وذكروا
الله وقالوا أذكار الصلاة مثل الفقراء ، فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ولكن
الباب مفتوح في كثرة الذكر وأن الذكر يعطي الذاكر قوة في قلبه وفي بدنه .
ولذلك
في حديث فاطمةأن الرسول علمها قال:« أن يسبحا كل ليلة إذا أخذ مضاجعهما
ثلاثًا وثلاثين ، ويحمد ثلاث وثلاثين ويكبر أربع وثلاثين ».
عندما
ذهبت تسأل النبي ، خادمًا ، وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة
فقال لها:« إنه خير لكما من خادم » ، قال أهل العلم: أن من داوم على ذلك
الذكر وجد قوة في يومه تغنيه عن خادم .
وكثرة
الذكر صفة المؤمنين ، وقلة الذكر صفة المنافقين قال تعالى: ﴿ وَلَا
يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: 142] ، وقال كعب: من أكثر
ذكر الله برء من النفاق ولهذا والله أعلم ختم الله تعالى سورة المنافقين
بقوله:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ ولَا
أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْخَاسِرُونَ﴾ [المنافقون: 9].
ومن
الفوائد:18 (أن الذكر له لذة من بين الأعمال لا يشبهها شيء فلو لم يكن
للعبد من ثوابه إلا اللذة الحاصلة للذاكر ، والنعيم الذي يحصل لقلبه لكفى
به ، ولهذا سميت مجالس الذكر رياض الجنة )فرياض الجنة ترتع فيها أي بذكر
الله.
19_ (ودوام الذكر تكثير لشهود العبد يوم القيامة ،) ومنها 20-: (أن الذكر أفضل من الدعاء ، لأن الذكر ثناء والدعاء سؤال )