التفسير العصرى للقرآن الكريم
فهم المقاصد و الأهداف من الآيات
لكى نفهم هذا المبدأ لنتصور سوياً أن الرسول عليه السلام كان يسير ذات يوم مع مجموعة من أصحابه ووجد إنساناً يموت عطشاً فى الصحراء فقال لمن حوله إذا رأيتم إنسان عليلاً فإسقوه ماءاُ، و هنا نسأل أنفسنا سؤالين:
السؤال الأول : ما هو الأمر الذى أمر به الرسول؟
السؤال الثانى : ولماذا أمر الرسول بذلك؟
والإجابة على السؤال الأول هو أن أمر الرسول كان أن نسقى الإنسان العليل ماءاً،
والإجابة على السؤال الثانى هو أنه أمر بفعل ذلك لكى ينقذ حياة إنسان ونفس بشرية عملاً بقوله تعالى : {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.
طريق الفم لأن ذلك قد يتسبب فى مقتله.
فأىَّ من الرأيين تراه إتباعاً حقيقياً لأمرالرسول ؟ من ينفذ أمر الرسول حرفياً فيعطيه الماء بالفم فيقتله أم من لا ينفذ الأمر بصورة حرفية فيعطيه علاجاً آخراً فينقذ حياته ؟
و بالقطع فإن الرأى الثانى هو الذى يتفق مع ما أراده الرسول ومع روح القرآن :
{وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.
وهذا المبدأ نستطيع تطبيقه فى فهم الكثير من الآيات فمثلاً قد يفهم البعض أن الآيات التى تعطى للزوجة حق الميراث على أنها مجرد آية لتحديد نسبة الزوجة فى ميراث زوجها و قد يرى آخرون أن هذه الآيات هى دلالة على أن هدف القرآن وقت نزوله هو أن يعطى المرأة المزيد من الحقوق وبالتبعية فإن علينا -إن أردنا إتباع هذا الهدف القرآنى- أن نعطى المرأة المزيد من الحقوق فى عصرنا الحالى كى نتأسى بروح القرآن.