ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﺼﻴﺮ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻴﻦ.ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟِﻪ [ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ: 15]. ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺃﻣﺮﺕ ﺃﻥ ﺃﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺘﻰ ﻳﺸﻬﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ. ﻓﻬﻤﺎ ﺃﻭﻝ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻓﻤﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻬﻤﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻤﺆﻣﻦ.ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ: ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺼﺪﻕ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ، ﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻣﺆﻣﻨﺎ، ﻛﻤﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺳﻠﻒ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ. ﺍﻧﺘﻬﻰﻭﺇﺫﺍ ﺗﻘﺮﺭ ﺫﻟﻚ، ﻓﻤﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﺷﺮﻭﻃﻬﻤﺎ؟ﻓﺄﻣﺎ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻤﻌﻨﺎﻫﺎ: ﻧﻔﻲ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ: ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺠﺎﺯﻡ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﺊ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻴﺠﺐ ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮ، ﻭﻃﺎﻋﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ، ﻭﺍﻟﻜﻒ ﻋﻤﺎ ﻋﻨﻪ ﻧﻬﻰ ﻭﺯﺟﺮ.ﻭﺃﻣﺎ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻴﻦ ﻓﺴﺒﻌﺔ ﻫﻲ: ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻭﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻟﻬﺎ، ﻭﺭﺍﺟﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺭﻗﻢ: 5098.ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ.